أكد الدكتور مجدى عامر السفير المصرى لدى الصين، أن مصر تسير حاليا بخطوات جادة نحو دعم الديمقراطية، وتجرى التحضيرات للاستفتاء الشعبى على مسودة الدستور الجديد للبلاد بتوافق وطنى وهو ما سيحقق جزء من طموحات الشعب المصرى التى طالب بها عقب ثورة 30 يونيو، استمرارا فى تنفيذ خارطة الطريق التى عبرت عن إرادة شعبية خالصة ووصولا وتحقيقا للاستقرار الاجتماعى المنشود ودفع عجلة التنمية.
وأضاف السفير مجدى عامربمناسبة الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية نبيل فهمى للصين يوم 14 ديسمبر الجارى، إن هذه الزيارة المهمة تأتى فى إطار توجهات السياسة الخارجية المصرية بعد 30 يونيو لإقامة علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم من موقع الندية والتعاون والمنافع المتبادلة والمصالح المشتركة، والتى يتوقع أن تسفر عن نتائج سياسية واقتصادية وثقافية وفى مجالات أخرى تتناسب مع حجم العلاقات التاريخية والمتنامية بين الشعبين المصرى والصينى وطموحات البلدين فى دفع مجالات التعاون.
وأشار إلى أن الصين تمتلك تجربة رائدة فى كافة المجالات، وتخطط لتحقيق ما أطلقت عليه “الحلم الصينى” وهو حلم يعبر عن أحلام جميع شعوب العالم، لأنه يركز على مضاعفة دخل الفرد من الناتج المحلى خلال السنوات القادمة، وبالتالى تحقيق التنمية للدولة والفرد، وهو ببساطة حلم جميع شعوب وحكومات دول العالم.
وقال السفير مجدى عامر إنه فى ضوء تشعب وتنوع مجالات التعاون مع الصين، تولى الدبلوماسية المصرية اهتماما كبيرا بالعمل على إدارة علاقات البلدين بشكل متكامل ووفقا لرؤية وطنية تصوغها وزارة الخارجية المصرية لتحقيق أكبر عائد منها مع دولة كبيرة مثل الصين صاعدة لقمة النظام الدولى، وذات قدرات اقتصادية هائلة حيث تربط البلدين شراكة استراتيجية مؤسسة على علاقات تاريخية متميزة.
وأوضح أن مصر تمتلك حلما مماثلا للحلم الصينى، إلا أن الظروف السياسية التى عاشتها خلال الفترة الماضية أثرت على مسار تطبيق هذا الحلم، حيث نأمل فى بلوغ مصر مرحلة أفضل من الاستقرار وبالتالى تنمية أفضل حتى تتمكن من مشاركة الصين فى هذا الحلم، موضحا أن الفارق هو أن الصين كان حلمها أكبر من الآخرين، ونجحت فى أن تعطى المثل فى كيفية تحقيق أهدافها على مدى الـ30 عاما الماضية منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح وأن القيادة الصينية قد وضعت خطة أكثر طموحا لتنفيذ هذا الحلم خلال السنوات العشر المقبلة.
وقال إن هذا ما تفوقت به الصين على الدول النامية التى حققت أهدافها بدرجات أقل من الصين حيث اعتمدت بكين فى تحقيق حلمها على عدد من المحاور منها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التى قامت على أساس خدمة الشعب وإعطائه كافة حقوقه، والاعتماد على تطبيق الإصلاح والانفتاح وتصحيح المسارات لتتناسب مع العصر، وتوفير بيئة اجتماعية آمنة ومستقرة.
وأكد السفير مجدى عامر أن النقطة الأهم هى كيفية الاستفادة من الصين فى تنفيذ هذا الحلم، وهو ما تحاول أن تقوم به السفارة المصرية فى بكين، بنقل نماذج النجاحات التى حققتها الصين إلى الحكومة المصرية ليس لمحاكاتها ولكن لمحاولة هندسة نموذج يتناسب مع الأوضاع والموارد فى مصر.
المصدر: أ ش أ