ذكرت صحيفة “السفير اللبنانية” اليوم الاثنين، أن أحد المتورطين في شبكة التجسس التي تعمل لصالح إسرائيل، والتي تم القبض عليها أمس الأحد، هو شخص لبناني يعمل لدى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل”.
ولفتت الصحيفة إلى أن المديريّة العامّة للأمن العام اللبناني كشفت أمس، شبكة مؤلّفة من اللبناني (هـ. مطر) واللبنانية (س. شكر) والسوري (ر. السيّد) الذي تبين أنه كان يتلقى أموالا من مشغليه الإسرائيليين مقابل مهام المراقبة وجمع المعلومات عن بعض الشخصيات والمواقع العسكريّة تماماً، كما كان يتلقى أموالا من بعض شخصيات المعارضة السورية في تركيا لقاء نشاطه في لبنان.
ولم يستطع محققو الأمن العام استكمال التحقيق مع اللبناني (هـ. مطر) ولا حتى البتّ بوضعه القانوني (توقيفه)، نظرًا لكونه يتمتّع بحصانة من خلال عمله منذ ثلاثين سنة مع “اليونيفيل”، وذلك برغم الشكوك الكبيرة التي تحوم حول أسباب دخوله المتكرّر إلى فلسطين المحتلّة بعد عام 2000 وامتلاكه رقمين هاتفيين لا يعملان ضمن الشبكة اللبنانيّة وقد مسح عنهما المعلومات والمحادثات كافة، ووجود حساب عبري له على موقع “فيسبوك” سارع إلى إزالة كل الرسائل التي تلقاها سابقاً عبره.
ورأت الصحيفة أن إشكالية الموظف اللبناني الدولي تطرح وضعية العشرات من أمثاله ممن يمكن أن يستغلوا الحصانة الدولية ويبادروا إلى التنقل بين حدود لبنان وفلسطين المحتلة بصورة دورية وفي مواكب الأمم المتحدة، مع ما يمكن أن يطرحه ذلك من علامات استفهام، ولو تم تغليف تلك الزيارات بعناوين عائلية كما فعل مطر نفسه.
وأوضحت “كان المشغلون الإسرائيليون يريدون من هذه الشبكة أهدافاً محدّدة تمهيداً لاغتيالها واستهدافها، ولذلك، فقد كلّف مسئول ملفّ تجنيد العملاء في “وزارة الدفاع الإسرائيليّة” اللبناني الأصل طنوس الجلاد (ر. السيّد) برصد موكب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أثناء انتقاله من بيروت إلى بلدته كوثرية السياد، بالإضافة إلى النائب اللبناني السابق أسامة سعد زعيم التنظيم الشعبي الناصري ونقاط تمركز الجيش اللبنانيّ في صيدا ومراكز تابعة لـ”حزب الل”» و”مجمّع الزهراء”.
ووفقًا للصحيفة فقد أصدر “الموساد” سريعًا قراره ببدء تنفيذ مخطّط اغتيال الشيخ ماهر حمود (شيخ سني بارز في جنوب لبنان حليف لحزب الله) في يوليو الماضي، غير أن العقبة الأبرز في التنفيذ تمثلت في عنصر بناء الثقة بين السيد ومشغليه وتقييمه أمنيًا إذا لم يكن أمام الإسرائيليين إلا خيار انتقال الرجل إلى فلسطين المحتلّة (إسرائيل) لمقابلتهم.
المصدر: أ ش أ