اهتمت صحفيفة السفير اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين بالانتخابات البلدية التي أجريت في العاصمة اللبنانية ومنطقة البقاع، معتبرة أن إجراء هذه الانتخابات دون مشكلات تذكر يسقط ذريعة التمديد للبرلمان بدعوى المشكلات الأمنية.
وقالت (السفير) إن إجراء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية أمس في بيروت والبقاع في موعدها المقرر، من دون تسجيل حوادث بارزة، في حد ذاته حدث يرقى إلى مستوى الإنجاز.
ورأت الصحيفة أن الانتخابات أسقطت الأوهام المفتعلة حول عدم ملاءمة الأوضاع الأمنية والظروف المحلية والإقليمية لإجراء أي انتخابات، وهو ما أدى إلى التمديد مرتين لمجلس النواب، قبل أن يتبين البارحة أن بإمكان اللبنانيين أن يقترعوا ويتنافسوا بشكل طبيعي من دون أن تنعكس الأزمة السورية وحرب اليمن وتظاهرات العراق والتجاذبات الروسية الأمريكية على سلامة العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن مستوى النتائج الأولية في بيروت ومعظم مناطق البقاع لم تحمل مفاجآت سياسية، مع فوز لائحة “البيارتة” (التي يقودها تيار المستقبل) في العاصمة، وتقدم لوائح ثنائي حزب الله ـ حركة أمل وحلفائهما في البقاع.
ولفتت إلى أنه حتى عرسال، المعروفة بوضعها الأمني الحساس، نتيجة وجودها على تماس مباشر مع الإرهاب التكفيري، خاضت الاستحقاق البلدي بكثافة ونجاح، في تحد للجماعات المسلحة، وحتى لمنطق السلطة الذي كان يتسلح في السابق بخصوصية واقع عرسال لتبرير التمديد للبرلمان.
وأشارت إلى أن الانتخابات البلدية الناجحة عموما، باستثناء بعض الثغرات والمخالفات الموضعية، إنما تمت في ظل غياب رئيس الجمهورية وشلل مجلس النواب وتخبط الحكومة، الأمر الذي يعني أن اللبنانيين يملكون قدرا من الوعي والمسئولية، يمنحهم “اكتفاء ذاتيا” لخوض الاستحقاقات الدستورية بأفضل طريقة ممكنة، حتى لو لم يبق من الدولة سوى الوجود الأمني الذي تتطلبه حماية العملية الانتخابية.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)