ساعات ويبدأ عام دراسى مدرسى وجامعى جديد، وبعيدا عن المستلزمات الدراسية، يسطع نجم ” الساندوتش ” سيد الوجبات السريعة فى العالم ، فمنذ ابتكار فكرته وشعبيته تفوق كل الحدود نظرا لسهولته وسرعة تناوله “باليد” مما يجعله وجبة خفيفة مناسبة للطلبة والتلاميذ وللجميع ، ورغم الروايات التى تشير إلى أن فكرة الساندوتش إنجليزية المنشأ ، إلا إن الفكرة ذاتها (قطعة خبز تلف حول طعام معين) هى عادة رافقت الانسان منذ تعلمه خبز الدقيق.
وإلى جانب ما يعكسه “ساندوتش المدرسة ” من حالة مزاجية للتلاميذ والطلبة، فإنه يمثل تحديا كبيرا للكثير من الأمهات اللائى يهتمين بصحة أبنائهن فيتفنن فى إعداده بطريقة صحية وسهلة ليكون وجبة شهية ومغذية تساعد أولادهن على التحصيل الدراسى.
ولفظ سندوتش شائع بين العرب رغم أنه ليس له في الأصل كلمة مرادفة بالعربي، ولعل “اللمجة” تقرب منه، ومع هذا فقد استعمل كبار الأدباء كعباس محمود العقاد ومصطفى المنفلوطي وإبراهيم عبد القادر المازني ونجيب محفوظ وغيرهم كلمة “الشطيرة” وجمعوها على شطائر، إلا إن تعريبه مازال غير موجود فى اللغة العربية ، وترجماته تختلف مابين شطيرة وملفوفة وعروسة وصمونة وكسكروطة وشاطر ومشطور وبينهما طازج ٠
والساندوتش هو أي طعام بالخبز يمكن تناوله على عجل باردا كان أو ساخنا، وتعمل الشطيرة من الخبز الأبيض أو الخبز البلدي أو الخبز المشروح ، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى نبيل بريطانى يدعى “جون مونتاجو “، الذى عاش فى القرن الثامن عشر بين (13 نوفمبر عام 1718 – 30 أبريل عام 1792) ، وهو الحاكم الرابع لمدينة ساندويتش في كينت بإنجلتر ، والملقب بإيرل السندويتش الرابع والمنحدر من الطبقة النبيلة من عائلة أرستقراطية، وكان ضابط مشاة في الجيش الانجليزي وبعدها ضابط بحري ، واشتهر بين زملائه كشخصية سياسية بارزه تعشق القمار وألعاب الورق والطاولة.
وجاء ميلاد أول ساندوتش فى العالم ليتناوله إيرل السندويتش ، وانتقل سمه لهذه الوجبة السريعة ليس لأنه مخترعها، لكن لأنه أمر خادمه بأن يحضر له قطعة من اللحم بين شريحتي خبز، حيث يقال إنه كثيرا ما كان ينشغل بعمله ولا يملك وقتا لتناول وجباته خارج المكتب، فكان يطلب من الخدم في بيته تحضير شرائح اللحم ووضعها بين قطعتين من الخبز ليأخذها معه إلى العمل حتى لا تتسخ طاولته ومكتبه ، وفى رواية أخرى قيل إنه من كثرة إدمانه للقمار كان ينهمك في اللعب ولا يبرح مكانه حتى لتناول طعامه، وفي يوم من الأيام طلب من الخادم وضع قطعة لحم بين قطعتي خبز حتى يتناولها بسهولة دون أن يتسخ المكان والطاولة، فراح زملاءه يطلبون من الخادم نفس الشيء ويقولون “اعطنا مثل ساندويتش” وبعدما أعجبتهم الفكرة التي تسمح لهم بالأكل واللعب في الوقت ذاته دون تلطيخ المكان.
وأصبحوا في كل مرة يطلبون وجبة “ساندويتش” ، وهكذا انتشرت الوجبة واشتهرت باسم ساندويتش ، وبعدها أعتاد سكان المدينة أن يقلدوا حاكمهم الذى كان مولعا بهذه الأكلة ، لأنها تسمح له بالاستمرار فى العمل أو لعب الكوتشينه أثناء الأكل دون أن تتشحم يده أو أوراق اللعبة ، واشتهر الساندوتش بعد ذلك بين الطبقة الأرستقراطية خلال القرن الثامن عشر كنوع من الوجبات الخفيفة المتأخرة في الليل.
وصاحب الفشل جهود ساندوتش التى حاول من خلالها الاسترزاق من فكرته (الساندوتشية ) بعد إفلاسه إلى أن زاره ذات يوم طباخ الملكة ونقل إليه طلب ملكة بريطانيا تحضير “سفرة خاصة” بمناسبة غذاء رسمي مع الملك الأسباني، ولقيت سفرة ساندوتش إعجاب الجميع الأمر الذي دعا الملكة إلى تكليفه بالإشراف على جميع الحفلات الرسمية ، وخلال القرن التاسع عشر انتشر السندويش أكثر فى عصر الثورة الصناعية في إنجلترا واسبانيا وصعود الطبقة الكادحة التي تحتاج إلى اختصار فترات الأكل ، وكلما كان الأكل متنقلا وخفيفا كان أفضل لهم.
واحتفالا ببلوغه الخامسة والستين اخترع ايريل ساندويتش “الهمبورجر” أهم أعماله على الإطلاق ، واكتسح ساندوتشها جميع الأكلات الشعبية ، ومن أجل “ساندوتش الهمبورجر” أسست شركة ماكدونالد 9000 مطعم حول العالم وأصبح سمة من سمات العصر الحديث ، وبمرور السنوات اشتهرت الوجبات السريعة ومكونها الرئيس الساندوتش ، وزاد الإبداع فيها إذ نشهد اليوم مختلف أنواع الساندويشات على أختلاف أشكالها وأنواعها .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)