ذكرت صحيفة (الرياض) السعودية، أن العنف العسكري والمعارك الدامية والصراعات المحتدمة من قبل طرفي المواجهة الحالية بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع مازلت تتصاعد وتشتد حدتها على أرض الخرطوم ومدن أخرى في السودان، لتحل كارثة إنسانية تسببت بقتل وجرح آلاف المدنيين وتدمير البنية التحتية وتعطيل المرافق والخدمات العامة.
وأضافت الصحيفة- في افتتاحية عددها، اليوم /الاثنين/ تحت عنوان (طريق الحرب)- أن الجهود الإقليمية والدولية قدمت محاولات لوقف المواجهة الدامية التي أججت الحرب وأخذت السودان لطريقها، وطالبت بوقف القتال وجمع الطرفين المتحاربين إلى طاولة الحوار، وكبح جماح الجنرالات من أجل عقد محادثات سلام بين ممثلين عن الطرفين في محاولة لتخفيف المعاناة الإنسانية عن طريق الضغط من أجل الوصول الإنساني الآمن وتحقيق اللحظة المنتظرة في الانتقال للدولة المدنية، على الرغم من أن الأطراف المتحاربة لم تُظهر حتى الآن أي دلالة أو مؤشرات على القبول بحل مما يوسع دائرة الصراع ويدفع لاستمراره.
وأوضحت أن الآلاف فروا من البلاد للنجاة بأرواحهم، ومازالت الاشتباكات مستمرة ولا بوادر لحوار سياسي حقيقي يلوح في الأفق لحل الأزمة، التي خُرقت بها خمس اتفاقيات هدنة بشكل صريح، وتراشقت على إثرها التهم بين أطراف النزاع، ما يمهد لفترة توحي بمخاض حرب أهلية أخرى يعيشها السودان كان قد عاشها سابقاً حينما أمضى ستين عاماً في كنف الحروب الأهلية، التي أزهقت أرواح نحو 4 ملايين شخص، وأجبرت أكثر من 10 ملايين على الهجرة والنزوح لبلدان أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة في إطار دعم المغادرة الآمنة والاستجابة السريعة من خلال استمرار إجلاء الرعايا الأجانب بشكل متواصل من السودان بأكثر الطرق الممكنة أماناً، نفذت أكبر عملية إجلاء من السودان، وقدمت الكثير من منطلق إيمانها بأهمية الدور الإنساني والتنموي الفاعل الذي تقوم به تجاه الدول المتضررة، والتعامل مع الأزمات الكارثية عبر ما تقدمه من برامج إغاثية بسواعد أبنائها في مناطق الحروب والنزاعات، ومن خلال موقفها الداعم دولياً عبرت عن قلقها من حالة التصعيد في السودان، ودعت المكون العسكري وجميع القيادات السياسية إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة.