قال الرئيس عدلي منصور إن مؤسسات الدولة الرسمية وفي القلب مؤسسة الرئاسة تقف على مسافة متساوية من مرشحي الرئاسة في الانتخابات التي تجرى غدا وبعد غد ولن توجه مواطنا أو مواطنة على اختيار معين وإنما نعمل على تأمين مشاركة واسعة في الانتخابات.
جاء ذلك في كلمة وجهها للأمة بمناسبة الانتخابات الرئاسية.
وأضاف ” من يعزف عن المشاركة في الانتخابات سيكون عرضة لأن يحكم بمن لا يرضى عنه أو يرعى مصالحه، فلننزل جميعا ونمارس حقنا في الاختيار”>
وقال:إن الوطن الحبيب يشهد يومين جديدين من ملحمة الوطنية الديمقراطية من أجل مستقبل أفضل لمصر وغد مشرق لأبنائها، ستعقد الانتخابات الرئاسية وهي الاستحقاق الثاني لخارطة المستقبل التي سمت في 3 يوليو الماضي.
وأضاف “أثق في أننا سنتمكن من إنجازها بعون من الله، ولقد قام الشعب المصري العظيم في 25 يناير و30 يونيو بثورتين مجيديتين، رفع خلالهما راية الحق والعدل”.
وأوضح “ضرب الشعب المصري للعالم بأسره مثلا يحتذى في معالم الوطنية والوحدة، وأثبت وعيا سياسيا ونضجا ديمقراطيا يتناسب مع حجم هذا البلد وسجل تاريخه وانتصاراته المشرفة”.
وقال “أنتم تشهدون ثمار كفاحكم وعملكم المخلص فلتهنأ أرواح شهدائنا، ونحن على العهد محافظون وعلى درب الوحدة سائرون، ولقد انجزنا دستورنا وسننجز بإذن الله بقية الاستحقاقات”.
وأضاف منصور “جميع المصريين والمصريات مدعوون جميعاً للإدلاء بأصواتهم لصياغة الوطن غداَ وبعد غد”.
وفيما يلي نص الكلمة:
ــ شعب مصـر العظيم ..
يشهد وطننا الحبيب غداً وبعد غدٍ .. يومين جديدين من أيام ملحمة الديمقراطية الوطنية .. من أجل مستقبل أفضل لمصر .. وغد مشرق لأبنائها.
ستُعقد الانتخابات الرئاسية .. الاستحقاق الرئيسي الثاني .. لخارطة مستقبل هذا الوطن .. التي صاغتها القوى الوطنية في الثالث من يوليو 2013.. والتي أثق أننا سنتمكن من اِنجازها .. بعون من الله وتوفيقه.
لقد قام هذا الشعب العظيم في 25 يناير و30 يونيو بثورتين مجيدتين .. رفع فيهما راية الحق والعدل .. الحق في عيش كريم .. وحريات مصانة .. وعدالة اجتماعية محققة .
ضرب هذا الشعب للعالم بأسره .. مثلا يحتذى في معاني الوطنية والوحدة .. والدفاع عن قيم إنسانية نبيلة .. والمطالبة بحقوق مشروعة .. طالما تم إهدارها .. وذهبت لمن لا يستحق .. لقد أثبت هذا الشعب وعيا سياسيا .. ونضجا ديمقراطيا .. يتناسب مع عراقة هذا البلد وعظمة تاريخه .. وسجل كفاحه وانتصاراته.
أبناء الشعب المصري العظيم .. ها أنتم تشهدون ثمار كفاحكم الوطني .. عملكم الشريف .. وجهدكم المخلص .. لتهنأ أرواح شهدائنا .. ولتنعم في علياء الجنان .. فنحن
على العهد محافظون .. وعلى درب الوحدة سائرون .. أنجزنا دستورنا الجديد .. وسننجز بإذن الله .. كافة استحقاقات خارطة مستقبلنا.
-الإخوة والأخوات ..
إن مؤسسات الدولة الرسمية .. وفي القلب منها .. مؤسسة الرئاسة المصرية .. تقف على مسافات متساوية من مرشحيْ الرئاسة المصرية.. ولم ولن توجه مواطنا أو مواطنة لاختيار معين .. وإنما نحرص جميعا على تأمين مشاركة شعبية واسعة .. تعمق معاني الديمقراطية.. وتثري العملية السياسية في مصر .. وتتناسب مع حجم التضحيات والتطلعات .. التي قدمها وطالب بها الشعب المصري في ثورتيه العظيمتين.
لقد ضرب شعبنا العظيم مثالا في التحضر والوعي السياسي .. وهذا المسلك الذي سلكه شعبنا الأبي .. وإن كان الأصعب .. إلا أنه المسار الصحيح .. الذي سيكتمل بإذن الله .. وسيتوج بالنجاح .. لتبدأ مرحلة جديدة من عمر هذه الأمة .. مرحلة البناء والتمكين .. التي تتطلب عملا جادا .. دؤوبا متواصلا .. يحقق الصورة التي رسمناها لوطننا .. بمداد ثورتينا .. دماء شهدائنا.. وعرق شبابنا .. ودموع الأمهات المصريات.
ــ الإخوة والأخوات ..
إن الديمقراطية .. عملية مستمرة متطورة .. لا يمكن بأي حال من الأحوال .. أن يتم اختزالها اختزالا مخلا .. في إسقاط أنظمة الظلم والاستبداد .. وإنما يتعين
أن تتطور وتنضج .. ليجني الشعب ثمارها .. من خلال اختيار حر .. واع ومسئول .. لمن سيمثل رأس السلطة في هذا البلد .. رئيس مصر القادم .. بكل ما تحوزه هذه الدولة من عظمة تاريخها وسمو حضارتها .. وبكل ما تواجهه من مشكلات حالية .. وبكل ما تتطلبه من استراتيجيات لبناء مستقبلها.
فهلموا بنا نكمل البنيان .. نعمق معاني المشاركة السياسية .. ليس فقط بالتعبير عن آرائنا بحرية .. تأييداً أو معارضةً .. ولكن أيضا من خلال أصواتنا .. التي يتعين أن ندلي بها .. فهي أمانة ومسئولية .. أردناها لأنفسنا .. تحقيقا لديمقراطية طالما نشدناها .. فليكن كل منا فاعلا في وطنه .. مشاركا ومؤثرا في مستقبله .. فمن يعزف عن المشاركة في الحياة السياسية .. سيكون عرضة لأن يُحكَم بمن لا يرعى مصالحه.
لننزل جميعا غداً وبعد غدٍ.. لنعبر عن خيارنا الحر .. لنختار ـ دون توجيه أو إملاء ــ من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة .. أيا كان هو ..
لنحكم عقولنا .. ولنستفت قلوبنا .. ونتوكل على الله .. إنه نعم المولى ونعم النصير.
لقد كانت سعادتي غامرة .. وأنا أتابع أبناء الوطن في الخارج .. وحرصهم على الادلاء بأصواتهم أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا المعاصر .. فشكراً لهم .. فقد أدوا الأمانة تجاه وطنهم الأم .. ولم يتخلوا عنه وقت الحاجة .. وأثق أن عطاءهم سيستمر في مرحلة البناء المقبلة.
إن كل مصري ومصرية .. كل شاب وشابة .. كل أب وأم .. مدعوون جميعاً .. إلى الادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية .. للمساهمة في صياغة مستقبل هذا الوطن .. في تشييد بنائه الديمقراطي .. وإقامة قواعد حكمه .. على أسس من العدالة والمساواة .. والحقوق المشروعة للجميع .. ولنبرهن لأنفسنا وللعالم .. أن ما شهدته مصر .. لم يكن فورة مؤقتة.. استهدفت إسقاط نظام مستبد أو فاشل .. وإنما هي ثورة شعبية .. ناضجة ومكتملة .. تستهدف النجاح والبناء.
حفظ اللــه مصر، ووفق أبناءها للعمل على رفعتها، ومــنّ عليهــا بالأمــن والرخاء.
والسلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته،،،
المصدر : وكالات