وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية والتهنئة لشعب مصر بمناسبة احتفالات تحرير سيناء. وجدد التحية والشكر والتقدير لكل المصريين الذين صمدوا وتماسكوا خلال المرحلة الحالية برغم صعوبتها وما شهدته من سقوط شهداء ومصابين خلال المواجهة مع الإرهاب.
جاء ذلك خلال حوار الرئيس السيسي، مساء اليوم الثلاثاء، مع الشباب في إطار فعاليات مؤتمر الشباب الدوري الثالث بالإسماعيلية.
وقال الرئيس السيسي “إننا نتكلم بكل صراحة وصدق، ونقول الحقيقة وهو أمر هام بيننا”، ولفت إلى حاجة المصريين إلى تفسير الكثير من الموضوعات بشكل مباشر.
ووجه الرئيس السيسي التحية لأهلنا في سيناء الذين دفعوا الكثير خلال السنوات الماضية وحتي الآن، والظروف لم تتح لنا أن نقدم لهم شيئا واستقرار وأمن حقيقي كامل.
وأشار الرئيس عبدالفتاح السيسي -في حواره مع شباب مدن القناة وسيناء- إلى أنه لا يمكن إنكار دور وتاريخ أهالي سيناء، وأن الإعلام لا يقصد أبدا وصم أهل سيناء بالإرهاب. وأكد أنه لن يتم أبدا إخلاء سيناء من أهلها وسيظلون في أرضهم.
وقال الرئيس السيسي إن الإرهاب اقتربت نهايته وما يتم حاليا مجرد محاولة للتشبث من جانب الإرهابيين، وإنه في بعض الأحيان يكون الموقف ضاغطا على الناس.. ولكن لا ينبغي فهم الأمر على أنه إساءة لأهل سيناء. ونفى أن يكون توجه الدولة الإساءة لأهل سيناء. وأضاف “ما نواجهه من إرهاب ومن مصاعب اقتصادية أمر عارض وسنتجاوزه”.
وتابع الرئيس “يجري حاليا تنظيم الإعلام وتم تشكيل المجالس الخاصة بالإعلام وسيتم إصدار القانون التنظيمي للإعلام… ومررنا بست سنوات صعبة والآن نحن في فترة مؤقتة وكل يوم يكون أحسن من سابقه”.
وأشار الرئيس إلى أن هناك حاجة لإضافة الكثير من الحقائق للتاريخ الذي يجري تعليمه في المدارس. وأكد أننا لا نسئ لمن قبلنا والتاريخ يحتاج الي الكتابة بصدق وهو أمر صعب لكننا نحتاج لكتابة التاريخ بشكل صادق ليس فقط عن سيناء، وإنما عن أمور أخرى.
وأكد أنه يجد الكثير من التعدي على الأراضي الزراعية وهي ليست ملكنا وحدنا وإنما أيضا ملك الأجيال القادمة، ونحاول بناء مدن جديدة سواء في الصعيد أو غيره. ولفت إلى أن التعدي على الأراضي الزراعية المحدودة يضرنا جميعا، واذا استمر هذا الامر ستكون الاراضي الزراعية عشوائية.
وقال الرئيس السيسي “إننا خصصنا 10 مليارات جديدة لإنشاء قري متكاملة في سيناء، وننفق الكثير في التنمية في سيناء بما يفوق المحافظات الأخري، لتعويض السنوات التي تم خلالها إهمال التنمية في سيناء”. ولفت إلى القرى الجديدة مزودة بالمساكن وآبار المياه وتتم زراعتها والسكن فيها وفقا لعادات وتقاليد سيناء مع توفير المدارس والمساجد وكافة متطلبات الحياة.
وأضاف “نعمل حاليا في إنشاء جامعة الملك سلمان وشركات المقاولات بدأت العمل فيها… وبدأنا إنشاء الطرق التي هي أساس التنمية في شمال وجنوب سيناء وانتهينا من الطريق العرضي (١) ونعمل حاليا في الطريق الأوسط.. ومصانع الرخام تعمل وسنفتتح مصنعا جديدا خلال شهرين على الأكثر، بالإضافة إلى المحاجر والمناجم في سيناء لكن الأمور تحتاج إلى وقت ونحاول اختصار الزمن”.
وتابع الرئيس السيسي “يتم حاليا في منطقة شرق القناة في الإسماعيلية الجديدة الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع الإسكان وتشمل 50 ألف وحدة سكنية ويجري العمل في المرحلتين الثانية والثالثة”، و”ننشئ حاليا مدينة ساحلية على أعلى مستوى على مساحة ٣٥ كم مربع في بورسعيد”.
ولفت الرئيس إلى أن مشروعي مدينة رفح الجديدة وتوسعة طريق العريش- رفح توقفا نتيجة حالة عدم الاستقرار.
وقال “إننا لن نترك أهلنا في سيناء ولذلك فإن الحرب شرسة للغاية… وخلال ما بين 4 و5 سنوات سيكون هناك كوبري ثابت، بالإضافة إلى الأنفاق الأربعة خلال عام، لربط سيناء ببقية مناطق مصر”، ووعد بتقديم تسهيلات للتنمية.
وحول تنشيط السياحة في مصر، قال الرئيس السيسي إنه يبدأ بالاستقرار والأمن.. وإن الحوادث التي تقع من آن لآخر تؤثر سلبا على جذب السياحة والاستقرار والأمن الحقيقي الكامل يجعلنا نجذب 30 و40 مليون سائح، ولكن السياحة تعرضت للضرب على مدى السنوات الخمسين الماضية في مصر، والنجاح يجذب المزيد من النجاح.
ودعا الرئيس السيسي إلى زيادة الوعي المجتمعي والايجابية ليس فقط في سيناء بل في مصر كلها لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب. وقال إن مصر بها 93 مليون نسمة ويمكننا جميعا بالتعاون أن نحل مشاكل مصر وليس فقط من خلال الأمن وحده.
وفيما يتعلق بمشاكل إثبات الجنسية لأهالي سيناء، قال الرئيس إن الإجراءات صعبة في مصر نتيجة عدم ميكنتها، ولفت إلى حساسية مسألة الجنسية التي تترتب عليها أيضا مسألة الملكية، وأوضح أن الأجهزة الأمنية تريد التيقن من أن الفرد المتقدم فعلا من أهل سيناء.
وأضاف أن هناك خريطة شاملة لمصر تشمل الموانئ والمطارات التي نريد إنشاءها أو تطويرها، ويجري العمل على تنفيذ هذه الخريطة. ولفت إلى أن إجراءات التنفيذ تستغرق وقتا وقد أعلنا مشروع استصلاح 5ر4 مليون فدان قبل عامين وبدأنا تخصيص 500 ألف فدان من أراضي المشروع منذ 6 شهور فقط، لكن لم يتم بعد تسليم الأراضي.
وبالنسبة لتعيين أوائل الخريجين، قال الرئيس السيسي إن الأوائل اجتهدوا فعلا ولكن حجم العمالة الحالية في الجهاز الإداري للدولة لا نحتاج منه إلا عشرين في المائة على الأكثر وبنسبة النمو السكاني الحالية لا يمكن توفير فرص عمر لـ800 ألف شخص يضافون لقوة العمل سنويا، ولا يمكن ان نتقدم بالشكل الذي نتمناه. وأضاف أننا نسعى إلى توفير فرص عمل حقيقية.
وتابع الرئيس “كان الأسهل لي ألا أتخذ إجراءات الإصلاح الحقيقية، ولكننا اتخذنا الإجراء القاسي المؤلم، وصبر المصريين وتحملهم ستكون له قيمة ونحن لا نحاول أن نبيع الوهم للناس”.
وبشأن التلوث في سيناء، قال الرئيس السيسي إنه سيتم تشكيل لجنة لمراجعة المصانع العاملة في سيناء ومراجعة الاشتراطات البيئة وسوف يتم إعلان النتائج.
وبالنسبة لطريق العين السخنة- الزعفرانة، قال السيسي إنه سيتم افتتاحه خلال أيام وسيتم أيضا رفع كفاءة طريق العين السخنة الساحلي، ودعا سائقي سيارات النقل إلى الالتزام بالحمولات القانونية حتى لا تتلف الطرق.
وعزا الرئيس سوء بعض الخدمات إلى نقص الموارد وضعف الموازنة، وقال “علينا تغيير واقعنا وبناء بلدنا بالعمل والصبر والإخلاص”. وأكد أن هناك عملا حقيقيا يجري في مصر لتغيير الواقع وجذب الاستثمارات.
من جانبه، قال وزير الإسكان مصطفى مدبولي إن مشروع الإسكان الاجتماعي بدأ منذ أقل من 3 سنوات وانتهينا من إنشاء 600 ألف وحدة، وما يخص إقليم قناة السويس الذي يضم محافظة الشرقية ومدن القناة وشمال وجنوب سيناء وأكثر من 15% من المشروع يتم تنفيذه في هذه المنطقة بما يتجاوز 100 ألف وحدة.. ووضعنا لسيناء نظم سداد مختلفة تتناسب مع ظروف أهل شمال وجنوب سيناء، كما نراعي مشكلة الإسكان في بورسعيد، وطرحنا جزءا من الوحدات خاصة في مدينة العريش للإيجار.
وأضاف الوزير أن سيناء لها طابع خاص نظرا لوجود مسافات بينية شاسعة بين المساكن بما يصعب تحديد كردونات القرى، ووعد بالتنسيق مع وزير الزراعة لحل المشكلة.
بدوره، أشار وزير التموين علي المصيلحي إلى أنه تم رفع الاحتياطيات الاستراتيجية من المواد التموينية في شمال سيناء لتغطي من 3 إلى 4 شهور، ولفت إلى وجود مشكلة مؤقتة في نقل المواد التموينية.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه لن يبقى في مكانه ثانية واحدة إذا رفض المصريون بقاءه في الحكم .
جاء ذلك ردا على سؤال من أحد الشباب في لقاء الرئيس السيسي مساء اليوم مع مجموعة من شباب أقليم القناة، حول رد فعله في حالة خسارته الانتخابات الرئاسية القادمة، إذا ما وافق على خوضها.
وقال الرئيس السيسي إن الله ترك لنا حرية الاختيار ، ولن اسمح لنفسي أن أكون في مكاني هذا رغما عنكم، وأنا أقسمت أن احترم الدستور والقانون وأحاول تنفيذ هذا مع احتمال الخطأ.
وطالب الرئيس المصريين المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة واختيار ما يريدون، وقال “ويا رب في هذه الحالة أن يولي الله على مصر الأفضل، ولن أزيف الانتخابات ولن أكون مثل هؤلاء الذين يقررون يا إما الاستمرار في الحكم وإلا أن تنهدم بلدهم”.
وأكد الرئيس أنه لن يتشبث بمقعده ، وقال ” اللي جاء بي هنا انتم لأنكم قلتم أنكم تريدونني، فليولي الله الحكم للافضل، والملك عطاء الهي لا أحد يأخذه من أحد وكما قلت من قبل”.
ووافق الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن يكون عام 2018 عاما لذوى الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى العمل خلال الفترة المقبلة على إنجاز قانون بشأن ذوى الاحتياجات الخاصة لتنظيم كل ما يتعلق بهم.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية للرئيس السيسى مع الشباب، بناءً على طلب أحد الشباب من ذوى الاحتياجات الخاصة المشاركين بالمؤتمر، وبعد موافقة كل الحاضرين للمؤتمر.
المصدر: النيل للأخبار