شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأربعاء، الاحتفال بتخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين والذي أقيم بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
وكان في استقبال الرئيس السيسي، لدى وصوله إلى مقر الأكاديمية، رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، ورئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي، واللواء دكتور أحمد إبراهيم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة وقيادات أكاديمية الشرطة، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وأهالي الخريجيين.
وبدأت وقائع الاحتفال بعزف السلام الجمهوري فور وصول الرئيس السيسي إلى منصة الاحتفال بالأكاديمية، عقب ذلك، أدى حرس الشرف من طلبة كلية الشرطة التحية العسكرية للرئيس السيسي، ثم أعقبه كلمة للواء دكتور أحمد إبراهيم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة.
وتعد أكاديمية الشرطة جامعة عصرية متكاملة، تسعى إلى تطبيق أحدث نظم التعليم والتدريب فى العالم؛ لإعداد وتأهيل ضابط شرطة محترف وقادر على مواجهة مختلف التحديات الأمنية.
وتعد كلية الشرطة من أقدم الكليات في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث تم إنشاء مدرسة البوليس في ثكنات عابدين عام 1896، واستمرت تحت هذا الاسم حتى نهاية عام 1906، ليتم تعديل اسمها عام 1907 إلى مدرسة البوليس والإدارة؛ وذلك حتى عام 1924، لتتحول إلى كلية البوليس خلال الفترة من عام 1925 وحتى عام 1952، ليتغير اسمها إلى كلية الشرطة من عام 1953 وحتى عام 1974، ثم إلى أكاديمية الشرطة حتى الآن، وتضم كلية الشرطة، وكلية الدراسات العليا، ومركز بحوث الشرطة، وتدريب كلاب الأمن والحراسة، وكلية التدريب والتنمية، وتشمل كلًا من معهد القادة لضباط الشرطة، ومعهد تدريب ضباط قوات الأمن ومعهد اتصالات الشرطة.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عرضًا قدمه طلاب العام الثاني في كلية الشرطة بالدراجات الهوائية واستعرضوا قدراتهم البدنية العالية أثناء قيادتها.
وشكل الطلاب بالدراجات في ساحة العرض سهمًا بلون علم مصر إشارة لانطلاق البلاد نحو التنمية والتطور.
وفور انتهاء عرض الدرجات قدم طلاب كلية الشرطة عروضًا للقوة البدنية والدفاع عن النفس، واستعرضوا تدريبات بدنية لرفع كفاءة الجسم وشكلوا حلقات قتالية وتدريبات زوجية وثلاثية لتقوية عضلات الجسم.
واستعرض طلاب الكلية أيضًا جهاز “ألفا1” الذي تم تطويره واستخدامه لتنمية القوة البدنية للجسم والتدريب على اقتحام الأماكن الخطرة في ظروف صعبة ما يرفع كفاءة الطلاب ويجعلهم على درجة عالية من التركيز والدقة.
وأدى الطلاب تدريبات رياضية مبهرة خلال العروض التي أقيمت ضمن احتفالية تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة.
وقامت مجموعة من رجال العمليات القتالية من طلبة الكلية ذوي القدرات البدنية الخاصة بجر المدرعة “شربا” التي تزن 10 أطنان.
وقامت طالبات الكلية بعمل التشكيلات العنكبوتية وهي تشكيلات تستخدم في اقتحام أكثر من نافذة في آن واحد.
وقام الطلاب أيضًا بجر المدرعة “فورد باد” والتي تزن 8 أطنان والقفز من المدرعة بثقة الشجعان وعزم الأبطال، واجتياز حلقة التدريب المتحركة، والقفز من أعلى مانع الاسطوانات، وتجاوز مانع المسطرة، واقتحام مانع الأبواب، واستخدموا المطارق الحديدية ليبعثوا رسالة قوية أنهم سيضربون بيد من حديد على أيدي كل من تسول له نفسه أن يبعث بأمن مصر.
واستعرض رجال الشرطة ثمرة جهدهم التدريبي الذي تلقوه طوال فترة دراستهم ويؤكدون أنهم جاهزون دومًا للتصدي لكل من يحاول أن يعبث بأمن مصر، كما استعرضوا مهارات التسلق على الجدران، وموجات القفز من داخل حلقات التدريب المزودة بالسناكي بسقطات متتالية.
واجتازت الطالبات بقلوب لا تعرف الخوف حلقات التدريب المزودة بالسناكي بسقطات أمامية بشجاعة واقدام، وتظهر تلك التدريبات الصعبة والشاقة المستوى التدريبي الرفيع الذي وصلن إليه الطالبات خلال فترة دراستهن في الكلية.
كما قدمت ضابطات كلية الشرطة عروضًا قتالية مبهرة تفاعل معها الحاضرون نظرًا لما ظهرن عليه من كفاءة قتالية عالية ولياقة بدنية كبيرة.
وأدت الضابطات بعض التدريبات القتالية الزوجية الخاصة بالدفاع عن النفس ومهاجمة الخصم وطرحه أرضًا وضربات محددة تشل حركة الخصم، فضلاً عن قدرتهن في استخدام الأسلحة البيضاء والأدوات القتالية.
وشاركت الضابطات أيضًا في عروض الرماية وتسلق المرتفعات وقدرتهن على اقتحام الموانع والبؤر.
وتضمن العرض، تدريبًا لرياضة “الباركور”، التي تمكنت كليات الشرطة من تأصيلها لتصبح من المرتكزات التدريبية للطلبة، حيث تقدمت مجموعة من فريق رياضة “الباركور” الكلية صوب المسطح الأخضر لتقديم عرض للقفزات الهوائية الخطرة ومتدرجة الصعوبة من أعلى الحلقات المسمارية وأنصال السيوف ومانع اللوجان، وهو ما أكد اللياقة البدنية العالية للطلبة، وقدرتهم على القفز من أعلى الموانع الخطرة والممتدة بطول مترين.
كما أظهر الطلاب المرونة والقوة من خلال القفز أعلى الموانع الخطرة والممتدة بطول مترين ونصف، واجتياز الموانع الخطرة والممتدة بطول 3 أمتار بقدرة عالية على تقدير المسافات دون تردد أو شتات، إضافة إلى اجتياز الموانع الخطرة والممتدة بطول أربعة أمتار.
ومن يسار المنصة، قام مجموعة من الطلبة، بالقفز المتتالي إلى السيارة التي تليها، بينما تسلق الطلاب الحافلة من أعلى الدراجات النارية أثناء الحركة وحتى يزداد الأمر خطورة تزداد المسافة بين الحافلتين.
وحرصت الكلية على تدريب الطلبة لمواجهة المخاطر بثبات وثقة عالية بالنفس لإكساب الطلبة ثباتًا انفعاليًا في المواقف المختلفة، حيث تم عرض تدريب على سرعة رد الفعل وتفادي الأخطار اللحظية الطارئة.
كما تضمنت التدريبات، اقتحام المركبات المختلفة وذلك لمواكبة متطلبات الواقع الأمني بهدف السيطرة عليها، حيث استخدم الطلبة الروافع الخفيفة للمساعدة على اقتحام الحافلات بهدف التدريب على تحرير الرهائن المحتجزين وهي تدريبات تحتاج إلى درجة كبيرة من المرونة وسرعة الحركة.
وقام الطلبة من أمام المنصة، بالقفز من أعلى إحدى السيارت الضخمة، مستخدمين رياضة “الباركور”، حيث تم القفز من أعلى سيارتين دفع رباعي بامتداد 5 أمتار، وبلغت الخطورة ذروتها من خلال القفز من أعلى سيارتين دفع رباعي وأنصال السيوف بامتداد 6 أمتار.
وظهرت من يمين المنصة ـ خلال فعاليات الاحتفال بتخرج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة اليوم الأربعاء ـ السيارات التي يستقلها العناصر الإرهابية الخطرة لتنفيذ الهجوم على إحدى المنشآت الحيوية، حيث اتخذت القوات أماكنها المحددة، وفقًا لخطة تأمين المنشأة، وبادرت القوات بالتعامل الفوري مع العناصر الإرهابية التي لاذت بالفرار وعلى الفور قامت طالبتان من القوات القتالية النسائية بالتعامل مع الأهداف من سيارة “جيب”.
وجاءت مجموعات التدخل السريع بالدراجات النارية، لاستيقاف السيارة من خلال إصابة إطاراتها بالأعيرة النارية، وتم استيقاف السيارة، ومن ثم اقتربت سيارة الدورية، ونزل الطلبة من السيارة لاتخاذها ساترًا والقيام بالتعامل مع الأهداف التي تمثل العناصر الإرهابية.
ومن يسار المنصة، استقل الطلاب سيارتين وبصحبتهم وحدات التدخل السريع بالدرجات النارية، حيث تم استيقاف السيارة بإصابة إطاراتها بالأعيرة النارية، عقب ذلك قامت مجموعات الاقتحام من طلبة الكلية، بالتقدم للقبض والسيطرة على العناصر الإرهابية الخطرة، ويعكس هذا الأداء المستوى التدريبي الراقي على الرماية غير النمطية والاستيقاف.
وخلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، عُرض فيلم تسجيلي عن كيفية الإعداد لمداهمة منطقة جبلية تتخذها العناصر الإرهابية وكرًا لها.
وعرض الفيلم لحظة القبض على العناصر الإرهابية واستجوابهم خلال التحقيقات وأقوالهم إنهم يخططون لتنفيذ أكثر من عملية إرهابية، وعلى الفور قامت القوات المعنية وقوات الاستطلاع برصد العناصر الإرهابية، وأثبتت أنها تختبئ في أحد الأوكار بمنطقة جبلية في عمق صحراء.
وأظهر الفيلم أن قوات الاستطلاع اكتشفت من خلال مراقبة العناصر الإرهابية أن هذا الوكر يبعد حوالي 800 متر عن منطقة سكنية يستخدم الإرهابيون قاطنيها كدروع بشرية لحماية عملياتهم الإرهابية، ما دفع القوات وضع خطة دقيقة قبل الهجوم عليهم للحفاظ على حياة المواطنين المدنيين والقوات، وبدأت القوات بعملية الرصد ومراقبة العناصر الإرهابية قبل الهجوم عليهم، ووضع خطة تنفيذ بعملية نوعية.
واستحدثت كلية الشرطة ميدانًا تدريبيًا جبليًا نظرًا لتطور طبيعة المواجهات الأمنية؛ لتدريب الطلبة “تخصص الأمن المركزي” على أعمال التدريب القتالي لإعداد رجال عمليات قتالية ذوي قدرات بدنية خاصة، كما يتم تدريب طلبة الكلية بميادين الرماية المُجهزة بأحدث الوسائل التدريبية، فضلًا عن تدريب الطلبة على الإسعافات الأولية ومن بينها أعمال المُسعف القتالي لإسعاف المصابين في ميادين القتال، بالإضافة إلى التدريب على دوريات السير لمسافات طويلة وتدريبات القناصة، فضلًا عن التدريب على مهارات الإخفاء والتمويه، كما يتم التدريب على أعمال الاستطلاع والملاحظة.
وفي إطار تدريب الطلبة على فنون الإخفاء والتمويه المختلفة حسب طبيعة الأرض، قام مجموعة من الطلاب باستخدام سيارة نقل في التمويه والتنكر، وافتعلت القوات تعطل السيارة بهدف الاستطلاع والرصد وضبط عنصر المراقبة التابع للخلية الإرهابية، واعتلاء المبنى بمعرفة فريق القناصة لبدء الرصد أثناء تنفيذ المأمورية.
كما تقدمت مجموعات الاقتحام ومجموعات الإخفاء والتمويه من طلبة كلية الشرطة “تخصص الأمن المركزي” ورفقاء دربهم من طلبة الكلية الحربية، مزودين بأرقى ما وصلوا إليه من كفاءة تدريبية على أعمال القتال.
وتلقى الطلاب تدريبًا على مهارات الإخفاء والتمويه بما يتوافق مع طبيعة موقع الاقتحام صحرواية كانت أو زراعية والسير بمسافات تصل إلى 10 كم بكامل تجهيزاتهم والتي يصل وزنها إلى 30 كيلوجرامًا لتدمير البؤر الإجرامية والإرهابية في العمليات النوعية.
كما ظهرت مجموعات القطع والعزل؛ بهدف عزل مسرح العمليات بمدرعات الفهد والبانسيرة المطورة والتي تم تزويدها ببرج لاستخدام الأسلحة المختلفة، ومن اليسار بمدرعات البانسيرة والمامبا المصممة لتوفير الحماية الكاملة للقوات ضد الانفجارات، ودخلت المدرعة الميدز كاملة التدريع وتقدمت لإخلاء المدنيين قبل بدء عملية الاقتحام للحيلولة دون استخدامهم كدروع بشرية.
وكبدت مجموعات الإخفاء والتمويه العناصر الإرهابية خسائر فادحة، وتقدمت مجموعات الاقتحام لدخول المغارة الجبلية لتنفيذ أعمال التطهير.
ما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي -خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة- عرضًا لوحدة التدخل السريع والتي قامت وزارة الداخلية باستحداثها للتدخل في المواقف الأمنية والتي تستوجب سرعة التعامل ودقة التنفيذ، وهي وحدات على درجة عالية من التدريب ومزودة بأحدث المعدات والمركبات التي تمكنها من إحكام السيطرة الأمنية الكاملة، بالإضافة إلى عرض للمجموعات القتالية النسائية التي تم استحداثها وإعدادها؛ لدعم تخصص العمليات الخاصة النسائية المعنية بتأمين الدوائر الأولى بالفاعليات والمؤتمرات النسائية وتم إعدادها على أعلى مستوى تدريبي.
كما تم استعراض عرض للمدرعة (البنسيرة) المطورة التي تم تزويدها ببرج لاستخدام الأسلحة المختلفة.. والمدرعة (مامبا) ذات الدفع الرباعي وهي واحدة من أنجح المدرعات لحماية القوات في البيئات المهددة بالألغام الأرضية، وكذلك المدرعة (فورد باد) ذات الدفع الرباعي التي تم انضمامها حديثًا والتي تسع 8 مقاتلين.
وشاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عرضًا عسكريًا لطابور الخرجين الجدد.. وتقدم قائد طابور العرض العسكري لبدء مراسم التخرج.. كما ظهرت أعلام
للدول العربية والإفريقية المشاركة في حفل التخرج وهي (إفريقيا الوسطى و بروندي وتشاد وجزر القمر وجنوب السودان وجيبوتي وزامبيا وسيراليون والصومال وغينيا كوناكري وفلسطين والكاميرون وليسوتو) ليعبر هذا المشهد بأن مصر تحتضن الجميع.
وعقب ذلك وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي والحضور لتحية العلم.
واختتم حفل تخرج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة بعزف سلام الشهيد بعدما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد الطابور القيام بذلك.
واصطف طابور العرض بأكمله وأدى التحية العسكرية لأرواح الشهداء أثناء عزف سلام الشهيد.
المصدر : أ ش أ