شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم /الاثنين/، احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور رئيسي مجلس النواب الدكتور حنفي جبالي، والشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، وشيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، ووزير الأوقاف أسامة الأزهري، وعدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة.
بدأت الاحتفالية، التي أقيمت بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية في القاهرة الجديدة، بتلاوة آيات من القرآن الكريم للقارئ الشيخ عبدالفتاح الطاروطي، ثم ألقى وزير الأوقاف كلمة؛ بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
عقب ذلك، قال وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، إن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تبذل قصارى جهدها لإطفاء نيران الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضاف الأزهري- في كلمته خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بحضور الرئيس السيسي- أن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتدعوهم للتمسك بها مهما كانت التضحيات.
وأكد أن الأزمة الفلسطينية لن تحل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
ثم قدم وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري للرئيس عبدالفتاح السيسي، هدية تذكارية عبارة عن نسخة من كتاب الله- عز وجل- “القرآن الكريم”. وقبّل الرئيس السيسي النسخة المهداة من القرآن الكريم، وتبادل أطراف الحديث مع وزير الأوقاف.
عقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان “مولد النور”، والذي أشار إلى اصطفاء الله- قبل خلق الإجرام وقبل أن تشع الشموس وتتوهج النجوم- سيدا ممجدا وعبدا محببا انتقاه للكمال وانتقى الكمال له، حيث جمع أرواح أنبياءه ورسله أجمعين وأخذ عليهم الميثاق على تعظيم هذا العبد المحبوب والنبي المصطفى محمد- صلى الله عليه وسلم.
ولفت الفيلم إلى بداية الخلق والخليقة وتعمير الكون وتوالي العصور وبعث الأنبياء والرسل، حتى حان الميقات المعلوم في بقعة من بقاع الأرض طاهرة، حيث أشرقت شمس النبوة خاتمة باليوم الميمون، يوم ميلاد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، صاحب الخلق العظيم الذي صبر على الأذى وصفح وسامح وأكرم وعلم الناس الصدق والأمانة والكرم والوفاء والبر والصلة، وأشاع روح حب الوطن والبر به والحنين إليه.
عقب ذلك، تم تقديم ابتهال في حب رسول الله من المنشد مصطفى عاطف، بمشاركة أحد الأطفال الذي تبادل معه الحديث قبل الابتهال حول مدى حب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- للأطفال.
عقب ذلك ألقى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أكد فيها أن المتأمل في صفات رسول الله محمد ﷺ؛ يحار فلا يدري بأيها يبدأ ولا بأيها يختم، ولا ماذا يأخذ من هذا الوابل الصيب من صفات الجمال وصفات الجلال، ولا ماذا يدع.. وكيف لا! وقد وصف الله سعة أخلاقه الشريفة بوصف العظم، فقال في كتابه الكريم “وإنك لعلى خلق عظيم”، كما وصفته أخبر الناس به زوجه السيدة عائشة أم المؤمنين – حين سئلت عن أخلاقه، فقالت:”كان خلقه القرآن” مبينا أنها – رضوان الله عليها- قد أدركت الأفق المتعالي لهذا الخلق النبوي، وصعوبة بيانه للناس: عدا وحصرا واستقصاء، فأحالت البيان إلى أخلاق القرآن الكريم، وما بينها وبين أخلاقه -صلوات الله وسلامه عليه- من تطابق وتماثل، وبما يعني أن الخلق القرآني إذا لم تكن له نهاية في حسنه وكماله، فكذلك “الخلق المحمدي” لا نهاية لحسنه وكمالاته، ولا حدود لسعته واستيعابه العالمين بأسرهم.
وأوضح شيخ الأزهر، أن المطابقة بين أخلاق القرآن الكريم وأخلاقه ﷺ هي السر في اختصاص نبي الإسلام برسالة تختلف عن الرسالات السابقة، حيث جاءت رسالة خاتمة للرسالات الإلهية، ورسالة عامة تتسع للعالمين جميعا: إنسا وجنا، وزمانا ومكانا؛ بينما جاءت الرسالات السابقة رسالات محدودة بأقوام بعينهم وفي زمان معين ومكان محدد لا تتجاوزه لمكان آخر.
وبين أن أخلاق محمد ﷺ وإن تنوعت عددا ومنزلة وعلو درجة وكمال شأن، حتى وصف بالإنسان الكامل – فإن صفة من صفاته هذه قد انفردت بالذكر في القرآن الكريم، وهي صفة «الرحمة» التي وصف بها ﷺ في قوله تعالى في آواخر سورة التوبة، في معرض الامتنان الإلهي على المؤمنين، حيث بعث فيهم رسولا منهم، وصفه بأنه حريص على هدايتهم، وأنه «رؤوف رحيم» بهم، ثم ذكرت صفة «الرحمة» مرة ثانية في قوله تعالى في آواخر سورة الأنبياء: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وجاءت بأسلوب القصر الذي يدل على أن هذا الرسول اتحد ذاتا وأفعالا بصفة: «الرحمة» حتى صارت سجية راسخة متمكنة في مشاعره، ومتغلغلة في أطوائه، ومسيطرة على تصرفاته.
وأهدى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، الرئيس عبدالفتاح السيسي، النسخة الأولى من ترجمة الأزهر لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزيَّة، وهي أول ترجمة تصدر عن «مركز الترجمة» بالأزهر الشريف، لتعريف أبناء المسلمين بمعاني القرآن الكريم مِمَّن لا يَتحدَّثونَ اللُّغةَ العربيَّة، ولتعريف كل المهتمين بقراءة معاني هذا الكتاب العظيم دستور المسلمين وهدي السماء للبشرية.
عقب ذلك كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، عددا من النماذج المشرفة والمضيئة التي أثرت الفكر الإسلامي الرشيد من مصر والعالم الإسلامي في مجال الدعوة، وذلك خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، اليوم/الاثنين/ بحضور رئيسي مجلس النواب الدكتور حنفي جبالي، والشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، وعدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة.
تلى ذلك إلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته، التي أكد خلالها، الحاجة إلى مضاعفة جهود مؤسسات الدولة من أجل بناء الإنسان وترسيخ القيم ومواجهة الأفكار الهدامة، وقال “إننا في حاجة ماسة، لمضاعفة الجهود التي تقوم بها جميع مؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات الدينية في مجالات بناء الإنسان، وترسيخ القيم، ونشر الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة، وأن الدولة المصرية؛ لا تدخر جهداً في توفير كل الدعم، وتهيئة المناخ المناسب لإنجاح تلك الجهود”.
وأوضح الرئيس السيسي، أن مهمة بناء الإنسان وتكوينه وإعداده، مسئولية تضامنية وتكاملية، تحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية والشبابية والإعلامية، ومن قبل كل ذلك الأسرة.
وأضاف “أننا نبني معاً إنساناً قوياً واعياً رشيداً، يبني وطنه في مختلف المجالات، ليكون قدوة ونموذجاً حسناً لتعاليم دينه.. إنساناً صاحب شخصية قوية سوية؛ قادرة على تخطي الصعاب ومواجهة التحديات؛ وبناء التقدم والحضارة والعمران”.
عقب ذلك تم عزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية؛ إيذانًا باختتام احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف.