أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع وفد من الكونجرس الأمريكي بالقاهرة اليوم السبت، على التزام مصر بالعمل على ترسيخ دعائم دولة مدنية حديثة تقوم على سيادة القانون وإعلاء قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء على الاهتمام الذي توليه مصر لمواصلة علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة وتعزيز مسيرة التعاون الممتدة عبر عقود بين البلدين، والارتقاء بها إلى مرحلة جديدة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة، وعلى رأسها تزايد خطر الإرهاب.
وأشاد السيد الرئيس بنتائج الحوار الاستراتيجي الذي عقد بين البلدين في أغسطس الماضي بالقاهرة، فضلاً عن استئناف المساعدات العسكرية لمصر، وهي التطورات الإيجابية التي تعكس حرص الجانبين على دعم الشراكة القائمة بينهما بما يُحقق المصالح المشتركة. وأكد سيادته على أهمية العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة وما تُمثله من ركيزة أساسية للعلاقات الثنائية في ظل ما تُحققه من مصالح مشتركة في مواجهة التحديات المختلفة.
وذكر السفير علاء يوسف أن أعضاء الوفد الأمريكي عبروا عن سعادتهم بزيارة القاهرة، وأكدوا حرصهم على دفع وتعزيز العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين. وأشاد أعضاء الوفد بدور مصر كأحد أهم دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ولاسيما في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات وأزمات. وأعرب أعضاء الكونجرس عن تقديرهم لما حققته مصر من تقدم في مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها، مُعربين عن الأمل في مواصلة مسيرة البناء الديمقراطي والتنمية الاقتصادية في مصر. كما أشاد أعضاء الوفد بالتزام مصر بتنفيذ جميع الاستحقاقات التي تضمنتها خارطة المستقبل بما يعكس حرص الحكومة المصرية على استكمال البناء التشريعي والديمقراطي للدولة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سُبل تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والحيلولة دون انتشار الفكر المتطرف، حيث أوضح السيد الرئيس أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي وتعزيزها من أجل القضاء على الإرهاب بكافة صوره وتجفيف منابع تمويله، بحيث لا تقتصر هذه الجهود على الجوانب العسكرية والأمنية فقط وأن تشمل أيضاً الأبعاد الاقتصادية والثقافية والفكرية. وتناول السيد الرئيس جهود مصر لإصلاح الخطاب الديني ومعالجة الفكر المتطرف وتصويب ما يروج له من أفكار مغلوطة، مشيراً إلى الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في هذا الشأن. وقد أشار أعضاء الوفد الأمريكي إلى أهمية دور مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدين حرص الولايات المتحدة على الاحتفاظ بعلاقاتها القوية مع مصر، لاسيما في المجال العسكري، واستثمارها والبناء عليها من خلال تكاتف الجهود في مواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد العالم بأسره.
وأضاف السفير علاء يوسف أن اللقاء تناول مجمل التطورات في المنطقة وسبل تعزيز التنسيق بين البلدين إزاء القضايا المختلفة، حيث أكد السيد الرئيس على أهمية العمل على نزع فتيل الأزمات الراهنة في المنطقة بما يحافظ على كيانات الدول ومؤسساتها، ويضع حداً للوضع الإنساني المتدهور الذي يترتب عليه تداعيات وخيمة ليس على دول المنطقة فحسب بل على المجتمع الدولي بأكمله.
وأعرب الوفد الأمريكي في ختام اللقاء عن تقديرهم لمواقف السيد الرئيس ودوره في إرساء دعائم الاستقرار في مصر والمنطقة، مؤكدين تطلع بلادهم لمواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق تلبى طموحات الشعبين.
المصدر : بيان رئاسة الجمهورية