حث الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، المصريين على ضرورة مراقبة النظام الصحي والغذائي لأولادهم ورعايتهم والحرص على ممارساتهم للأنشطة الرياضية؛ حفاظا على صحتهم.
ونبه الرئيس السيسي، تعقيبا على كلمة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني طارق شوقي، خلال افتتاح المدينة الصناعية الغذائية (سايلو فودز) بمدينة السادات في محافظة المنوفية، إلى خطورة السمنة لدى الأطفال، خاصة وأن هناك ما يقرب من 4 ملايين طفل يعانون من السمنة، متسائلا: هل نقدم لهم الرعاية المطلوبة أم لا؟!، مؤكدا أن يكون لدى المواطنين ثقافة المراقبة الحقيقية لأوزان أولادهم، وقياس مدى الكفاءة الصحية المرتبطة بنظام غذائي وصحي من خلال تناول مأكولات صحية، وممارسة أنشطة رياضية مناسبة طبقا لهوايات الطالب.
كما شدد الرئيس السيسي على ضرورة مراعاة عمال المصانع لأوزانهم، معتبرا أن الحديث في هذا الأمر لا يهدف إلى أن يسبب الحرج، بل ضرورة أن يصبح ثقافة عامة لدى المجتمع .
وعن قضية الزيادة السكانية، تساءل السيسي قائلا “هل نحن بحاجة إلى كثرة الإنجاب أم إلى عدد نستطيع أن نرعاه؟، وقال “كلما نتحدث عن الزيادة السكانية يقول البعض: إن الرزق على الله.. صحيح الرزق على الله.. وكلنا في مصر والعالم نعيش بفضل ربنا علينا، لكن الله أمرنا بالتفكر والتدبر والأخذ بأسباب الحياة”، “وتساءل هل نحن بحاجة إلى عدد أطفال كثيرين يعيشون في ظروف معيشية صعبة أم عدد مناسب يتمتع بجودة عالية من المعيشة؟”.
ونوه الرئيس السيسي إلى أن هناك 8 ملايين طفل، يعانون من (الأنيميا)؛ ما يعني أنهم لا يتبعون نظاما غذائيا جيدا، مشيرا إلى مسألة “التقزم” التي تحدث عنها وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، الذي قال إن نحو 2ر1 و3ر1 طفل وطفلة سيكون لديهم مشكلة في عملية الطول.
وتطرق الرئيس السيسي إلى قضية التعدي على الأراضي الزراعية، معتبرا أنها مشكلة ترتبط بالنمو السكاني، ما يزيد من الطلب على المسكن، وهناك ثقافة في الريف الأهالي ترغب في العيش مع أبنائهم؛ ما يتطلب بناء طوابق متعددة للمسكن أو اللجوء لاقتطاع أراض زراعية جديدة.
وتساءل الرئيس السيسي هل سنستمر بالنمو السكاني وبهذه الطريقة أم لا ؟، محذرا من أن هذا الأمر “في منتهي الخطورة”، مشيرا إلى أن تعداد السكان زاد خلال عامي 2010 و2011 وحتى الآن نحو 20 مليون نسمة .
وربط الرئيس السيسي، هذه الزيادة السكانية بارتفاع الأسعار لتغطية حجم الطلب المتزايد، وتساءل عما إذا كانت هناك زيادة في الرقعة الزراعية لتوفير احتياجات 20 مليون نسمة التي أضيفت إلى عدد السكان، وهي نقطة هامة يجب التوقف عندها لأنها تتعلق بمستقبل مصر والأجيال القادمة.
ونبه الرئيس السيسي إلى أن استمرار الزيادة السكانية بتلك المعدلات ستلتهم أي إنجازات تتحقق.
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دور الأسرة إلى جانب الحكومة فيما يتعلق بقضية الزيادة السكانية، باعتبارها أمرا غير جيد، وقال إن استمرار التحدث عن هذا الأمر الهدف منه التنبيه إلى خطورته وأهميته.
وساق الرئيس السيسي مثالا بالأسرة التي تتكون من ثلاثة أو أربعة أبناء، وما يتطلب ذلك من تلبية احتياجاتهم من طعام وشرب والاهتمام ببناء صحي سليم لهم، وقال إن الأبناء الذين يعانون ضعفا في البنيان الجسدي ستبقى لديهم مشكلة في حياتهم العامة، التي قد تمتد ما بين 60 و70 عاما .
وأضاف أن الدولة قامت بالسيطرة على منظومة الوجبات الغذائية المدرسية – التي صاحبها شائعات بوجود حالات تسمم – حيث ستقوم بتوفير وجبات يومية صحية جيدة تقدم لأولادنا في المدارس؛ تعكس مدى اهتمامنا بهم وأهميتهم لدينا.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن تكلفة منظومة التغذية المدرسية الجديدة تبلغ نحو 7.7 مليار جنيه، وهي كلفة من الصعب تدبيرها؛ لكن على الحكومة اتخاذ خطوات هامة لتغطية تلك النفقات.
وأضاف الرئيس السيسي “سنضيف اللبن لوجبات التغذية المدرسية، ما يرفع تكلفة الوجبة الواحدة إلى مبلغ ما بين 6 أو 7 جنيهات، وهو نظام يجب دعمه وتدبيره، مشيرا في هذا الإطار إلى أن سيتم استقطاع مبلغ من كل وزارة؛ لتمويل هذا المشروع.
من ناحية أخرى، أكد الرئيس السيسي حرص الدولة على توازن الأسعار رغم جائحة كرونا وارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على الإنتاج الزراعي من الفاكهة والخضروات، مشددا على أن الدولة لديها القدرات على تقديم الخدمات والأنشطة وتوفير الاحتياطات اللازمة من السلع الاستراتيجية لفترات تكفي ست أشهر.
وقال الرئيس السيسي إن الهدف من التطوير الكبير لمصانع جديدة في “قها” و”إدفينا”، أن يكون لدينا منتجات غذائية عالية الجودة من الخضروات والفاكهة في وقت الأزمات؛ بما يحقق التوازن في أسعار السوق.
وأضاف “نبذل كل جهد ممكن من أجل تحويل حياتنا في مصر لحياة راقية ومتقدمة، وحين نتوقف عند بعض الموضوعات مثل رغيف الخبز يقول البعض لا يجب أن نقترب من هذا الموضوع، وأنا أقول لن تسير الأمور بهذه الطريقة، لأننا في بلد تحترم مواطنيها وتحافظ على مصالحهم أمام الله سبحانه وتعالى، وبالتالي لا يجوز أن أبيع رغيف العيش بعملة غير معروفة لأبنائنا “5 صاغ”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)