أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه تم وضع برنامج ضخم لتهيئة الدولة المصرية للانطلاق بمعايير الدولة الحديثة، مشيرا إلى أن مقومات الدولة هي التي تحدد قدرتها على تقديم خدمة ومستوى معيشي مناسب للمواطنين.
وقال الرئيس السيسي – خلال حوار مفتوح مع الطلاب الأكاديمية العسكرية المصرية؛ حيث استمع إلى آرائهم وتساؤلتهم حول مجمل القضايا المختلفة – إن صندوق النقد الدولي أشاد بمسار الإصلاح الاقتصادي في مصر؛ رغم ما فُقد من مليارات الدولار من قناة السويس، وهذه أموال سائلة، مضيفا “أصبح لدينا شركات مصرية كثيرة تعمل في مجالات متعددة”.
وطمأن الرئيس السيسي، بأن الدولة “بخير رغم كل الصعوبات التي تواجهها منذ 4 سنوات”.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مقومات الدولة هي التي تحدد قدرتها على تقديم الخدمة والمستوى المعيشي “المناسب” للمواطنين؛ وهو أمر ليس مرتبطا بإرادة سياسية أو إرادة حكومة فقط، لكن ترتبط بالظروف والإمكانات التي تمتلكها الدولة، لاسيما وأنه لا يوجد أي مسئول على أي مستوى لا يريد أن يقدم الأفضل لشعبه.
واستعرض الرئيس السيسي، حجم التحديات والمشكلات التي تعرضت لها الدولة خلال الأعوام العشر الماضية.. وساق مثالا بما يحدث في “البيت” حين يتعرض إلى “مشكلة” ؛ فـ “المشكلة” يكون لها تأثير يطول لفترة من الزمن على “البيت”.. متابعا أن مصر تعرضت لمشكلات؛ بدءا من أول الأحداث الخاصة بـ “التغيير” خلال الأعوام 2011 و2012 و2013، وهو حيث كانت لها أثر وكلفة.
وأشار الرئيس السيسي إلى نفاد الاحتياطي في البنك المركزي، خلال عامي 2011 و2012؛ وهو أمر معني بالقدرة الاقتصادية للدولة على تلبية احتياجاتها خلال فترة زمينة معينة (شهور على سبيل المثال).
ولفت إلى أن مصر فيما بعد وضعت برنامجا ضخما؛ وذلك بعد عشر سنوات من العمل؛ لتهيئة الدولة صوب الانطلاق بمعايير الدولة الحديثة، منبها إلى ضرورة عدم اختزال الجهود والخطط التي يتجرى تنفيذها في “شبكة طرق فقط” وذلك على سبيل المثال.. لكن الدولة نفذت خطة شاملة، تتضمن – ليس فقط – الطاقة؛ خاصة وأن الدولة كانت تتعرض – قبل نحو 7 إلى 8 سنوات لأزمات في محطات إنتاج الكهرباء.. وبين أن توليد الكهرباء يحتاج إلى ثلاثة أمور: أولها إنتاج الطاقة ذاتها، حيث لم يكن لدينا – حينها – محطات تفي بهذا الإنتاج، وثانيها عدم وجود شبكة لنقل هذا الإنتاج، فضلا عن محطات التحكم الالكترونية لتنظيم أداء هذه الشبكة؛ تستطيع تنظيم و”صياغة” الكهرباء وقت حدوث أي مشكلة في أي مكان بأي مدينة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه استعرض الإنجازات التي قامت بها الدولة في قطاع واحد (وهو الكهرباء)؛ حيث جرت مضاعفة إنتاج الكهرباء، مشيرا إلى أن انقطاع الكهرباء الصيف الماضي وما قبله، لم يكن بسبب عدم قدرة الدولة على الإنتاج؛ وإنما يتعلق بـ “العملة الحرة”، حيث إن الدولة تقدم هذه الخدمة بـ “ربع” ثمنها وليس بثمنها “الحقيقي”.
وساق الرئيس السيسي، مثالا بـ “اسطوانة البوتاجاز”، متسائلا عن تكلفتها الحقيقة، مشيرا إلى أنها تتراوح ما بين 325 إلى 340 جنيها، بما يعني أن الدولة تبيعها للمواطنين بأقل من “نصف” الثمن، وذلك في ضوء استهلاك حوالي 300 مليون أنبوب خلال العام.
وأكد أن البرنامج الضخم لتهيئة الدولة، جرى وضعه بهدف تحقيق القدرة للدولة على الانطلاق إلى “مستقبل أفضل”، مشددا على أنه جرى بذل جهد كبير جدا خلال الفترة الماضية؛ لتهيئة الدولة، بعد أن شهدت توقف عجلة التنمية لمدة سنين.
كما شدد على أننا “لدينا القدرة على العمل وإحداث التغيير، وكذلك نقدر نبني ونكبر مع بعضنا”، مبينا أن ما جرى خلال العشر سنوات الماضية، كان عبارة عن “تأهيل وإعداد بنية للدولة؛ تستطيع من خلالها أن تتفاعل وتتعامل مع التنمية على مستوى دول نامية، وليست دول متخلفة”.
وفيما يخص المياه، تساءل الرئيس السيسي عن حجم المياه التي تقوم الدولة بمعالجتها “معالجة ثلاثية متطورة” في المحطات التي جرت إقامتها.. وساق مثالا بثلاث محطات؛ أبرزها محطة المحسمة (وهي أكبر محطات معالجة المياه شرق قناة السويس)، حيث إنها تعالج مليون متر مكعب من المياه يوميا، فضلا عن محطة معالجة مياه مصرف “بحر البقر” – وهي أكبر لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم – حيث تعالج 7ر5 مليون متر مكعب من المياه يوميا، وكذلك محطة “3 مايو”، التي تعالج 50ر7 مليون متر مكعب في اليوم.
ولفت إلى أهمية هذه المحطات وغيرها من محطات معالجة المياه التي أقامتها الدولة؛ في ضوء أن ما تعانيه مصر من “حالة فقر مائي”؛ لأننا “نستهلك 500 متر مكعب مياه للفرد في السنة؛ وهو حد الفقر المائي”؛ ما يضع أمام الدولة خيارين من أجل زيادة حجم المياه: إما بمعالجتها أو بتحلية مياه البحر؛ وهما الخياران اللذان تقوم بهما الدولة.
وأشار الرئيس السيسي إلى التكلفة الثقيلة التي كانت على عاتق الدولة من أجل تهيئة البنية الأساسية، وكذلك المشروعات التي يجرى تنفيذها، مبينا أن المصريين لا يرون تراجعا للأسعار بشكل يريحهم، وذلك بسبب ما ذكرته بأننا قمنا – خلال العشر سنوات الماضية – بجهد في بناء قدرة دولة صوب الانطلاق.
المصدر: النيل للأخبار