قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الجمعة إن بلاده ستستدعي السفير الاوكراني في باريس بسبب العنف الذي وقع مؤخرا في العاصمة الاوكرانية كييف.
وقال فابيوس لتلفزيون إي. تيليه “أعطيت توجيهاتي لوزارة الخارجية بأن تستدعي السفير الاوكراني في فرنسا اليوم في اشارة الى ادانة فرنسا (للموقف).”
كان الرئيس الأوكراني قد دعا فيكتور يانوكوفيتش إلى عقد جلسة طارئة للبرلمان لإنهاء الأزمة السياسية والاضطرابات العنيفة في علامة على أنه قد يكون مستعدا لتخفيف موقفه المتشدد والتوصل إلى تسوية.
وعقد زعماء المعارضة محادثات مع يانوكوفيتش انتهت في ساعة متأخرة ليل الخميس توجهوا على الفور بعدها الى المحتجين الذين يقيمون حواجز في الشوارع لاطلاعهم على ماجرى في المحادثات .
ولم يعرف على الفور ما هي التنازلات التي قدمت اذا كان هناك اي تنازلات قدمت اصلا.
ولكن مراسل محطة اكسبرسو التلفزيونية قال إن فيتالي كليتشكو الملاكم الذي تحول الى سياسي حث الناشطين على الالتزام بهدنة اتم الاتفاق عليها في وقت سابق يوم الخميس حتى صباح الجمعة.
ونقل عن كليتشكو قوله ان يانوكوفيتش وعد بالافراج عن كل من اعتقلتهم الشرطة خلال الاضطرابات الحالية.
وقتل ثلاثة اشخاص من المحتجين في ساعة مبكرة من صباح الاربعاء مع تزايد التوترات في شوارع كييف بعد اضطرابات بدأت قبل شهرين ضد حكم يانكوفيتش. واصيب اكثر من 150 شرطيا.
ويبدو ان عرض يانكوفيتش عقد جلسة خاصة للبرلمان للمساعدة في تسوية الازمة اعطى اول بارقة امل لامكان حل الازمة. وقال موقع البرلمان على الانترنت ان الجلسة ستعقد يوم الثلاثاء المقبل.
وفي تأكيد لمستوى عدم الثقة بين الحكومة والمعارضة اتهم رئيس الوزراء ميكولا ازاروف المحتجين يوم الخميس بالسعي لتنفيذ انقلاب واستبعد إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لحل الأزمة.
وقال ازاروف في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا “على كل من يؤيدون هذا الانقلاب أن يقولوا بوضوح: نعم نؤيد الإطاحة بالسلطات الشرعية في أوكرانيا وألا يتواروا وراء محتجين سلميين.”
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء قوله على هامش المنتدى الاقتصادي “يجري تنفيذ محاولة انقلاب حقيقية.”
وقال أزاروف لرويترز إن الحكومة لا تعتزم فرض حالة الطوارئ. وقال “لا نرى حاجة إلى إجراءات صعبة ومفرطة في الوقت الحالي… لكن لا تدفعوا الحكومة إلى طريق مسدود.”
وأضاف “ينبغي ألا يعتقد أحد أن الحكومة تعوزها الموارد لوضع نهاية لهذا. إعادة النظام للبلاد حقنا وواجبنا دستوريا.”
وبدأت الاحتجاجات المناهضة ليانوكوفيتش في نوفمبر بعد أن امتنع عن توقيع اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي مفضلا على ذلك توثيق العلاقات الاقتصادية مع روسيا.
واتسع نطاق الاحتجاجات في الأسابيع الاخيرة ونحت الى العنف يوم الأحد عندما خرجت مجموعة من المتظاهرين من منطقة الاحتجاج الرئيسية في العاصمة كييف واشتبكت بعنف مع قوات الامن.
وذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية أن آلاف المحتجين خارج العاصمة كييف اقتحموا مقر الإدارة المحلية في ريفن في غرب أوكرانيا يوم الخميس محطمين الأبواب ومطالبين بالإفراج عن محتجزين بسبب الاضطرابات.
وفيما قد يمثل أول علامة على الاستعداد لقبول تسوية أبلغ يانوكوفيتش رئيس البرلمان فولوديمير ريباك “بضرورة تسوية الوضع على الفور.”
وقال ريباك إن الجلسة الطارئة المقترحة للبرلمان قد تبحث مطلب المعارضة تنحي حكومة أزاروف.
وأضاف ريباك أن من الممكن أيضا بحث “مسائل مرتبطة بقوانين أقرها البرلمان” في إشارة على ما يبدو إلى قوانين مقيدة للاحتجاجات أقرها مؤيدو يانوكوفيتش في البرلمان على وجه العجل الاسبوع الماضي.
وأدت هذه القوانين إلى زيادة أعداد المتظاهرين في شوارع كييف يوم الأحد وتطالب المعارضة بإلغائها.
ورفض يانوكوفيتش في جولة سابقة من المحادثات تقديم أي تنازلات حقيقية استجابة لمطالبة زعماء المعارضة بإقالة حكومته وإلغاء القوانين المقيدة للتظاهر.
وأثارت الاضطرابات القلق خارج البلاد. وهدد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني يوم الخميس بفرض عقوبات على أوكرانيا وقال إن التوتر في البلاد نتيجة مباشرة لعدم اعتراف الحكومة بالشكاوى “المشروعة” لشعبها.
وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي عن غضبها لقمع المحتجين لكنها قالت إن من الخطأ أن ترد أوروبا على العنف بفرض عقوبات في هذه المرحلة.
ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند السلطات الأوكرانية إلى “السعي للحوار بسرعة”.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن يانوكوفيتش تحدث مع رئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو يوم الخميس وأكد له أنه مستعد لإجراء حوار سياسي وأنه لا يرى ضرورة لفرض حالة الطوارئ في أوكرانيا.
من ريتشارد بالمفورث وبافل بوليتيوك
المصدر: رويترز