يعقد الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش اليوم الجمعة غداة ظهوره مجددا في روسيا ، مؤتمرا صحفيا في وقت يبدي الغرب قلقه حيال النزعة الانفصالية في شبه جزيرة القرم محذرا روسيا من اي “تصعيد”.
وطلب يانوكوفيتش من روسيا ضمان أمنه وسلامته من أعمال المتطرفين قائلا “للأسف كل ما يجري الآن في البرلمان الأوكراني لا يحمل صفة شرعية، لافتًا إلى أن القرارات التي يتخذها البرلمان بغياب عدد كبير من أعضاء كتلة “حزب الأقاليم” وكتل أخرى، الذين يخشون على سلامتهم، والبعض منهم تعرض للعنف الجسدي واضطر لمغادرة الأرضي الأوكرانية، هي قرارات غير قانونية”.
كما أعلن يانوكوفيتش رسميًا عن عزمه “النضال حتى النهاية لتنفيذ اتفاقيات التسوية المهمة حول خروج أوكرانيا من أزمتها السياسية العميقة”.
من جهة أخرى، اتهم وزير الداخلية في الحكومة الاوكرانية الانتقالية ارسين افاكوف القوات الروسية ب”الاجتياح المسلح والاحتلال” بعدما سيطر مسلحون ليل الخميس الجمعة على مطارين في شبه جزيرة القرم احدهما عسكري.
وكتب افاكوف في صفحته على فيسبوك “اعتبر ما جرى بمثابة اجتياح مسلح واحتلال”.
كان خمسون مسلحا قد دخل مطار سيمفروبول عاصمة القرم، بحسب ما افادت وكالة انترفاكس-اوكرانيا غير ان المطار لا يزال مفتوحا فيما يقوم مسلحون باللباس العسكري بدوريات خارجه، وفق صحفي في وكالة فرانس برس.
وبعدما كان يانوكوفيتش متواريا عن الانظار منذ ان اقاله البرلمان السبت، عاد الى الظهور في روسيا حيث وضع نفسه تحت حماية السلطات في وجه “المتطرفين”.
واعلن يانوكوفيتش المطلوب في اوكرانيا بتهمة “القتل الجماعي” بعد مقتل 82 شخصا في كييف الاسبوع الماضي، متحدثا امس الخميس “ما زلت اعتبر نفسي الرئيس الشرعي للدولة الاوكرانية”.
وفي سيمفروبول عاصمة منطقة القرم ذات الحكم الذاتي والتي تسكنها غالبة من الناطقين بالروسية وقد الحقت باوكرانيا عام 1954، رفع العلم الروسي فوق البرلمان المحلي الذي سيطر عليه امس الخميس عشرات المسلحين الموالين لروسيا.
وبعد بضع ساعات صوت البرلمان المنعقد في جلسة مغلقة في المبنى على تنظيم استفتاء في 25 مايو حول توسيع الحكم الذاتي واقالة الحكومة المحلية.
ووصف الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عملية الكومندوس للسيطرة على مبان رسمية في سيمفروبول بانها “خطيرة وغير مسؤولة” داعيا روسيا الى تفادي “اي تحرك يمكن ان يتسبب “تصعيد” في الازمة الاوكرانية.
غير ان موسكو اكدت انها لا تقف خلف الاضطرابات في القرم التي تؤوي اسطول البحر الاسود الروسي في مدينة سيباستوبول المطلة على البحر، بحسب ما اعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي اجرى امس الخميس مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقال كيري إن روسيا تعهدت “باحترام وحدة اراضي اوكرانيا”، مجددا دعوته الى تفادي اي “استفزازات”.
وقالت الولايات المتحدة إنها تراقب انشطة موسكو العسكرية بعدما وضعت روسيا بعض قواتها في “حال التاهب” وعمدت بشكل مفاجئ الى استعراض قواتها في المناطق العسكرية الغربية القريبة من اوكرانيا، وفي الوسط للتثبت من جهوزيتها للقتال.
واثارت هذه العملية التي يشارك فيها 150 الف عنصر وتستمر حتى 3 مارس، والمقترنة بالتوترات الانفصالية في القرم، مخاوف العديد من الدول الغربية ومنظمة الأمن والتعاون في اوروبا التي اعربت عن “قلقها البالغ”.
من جهته اعلن وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية الاوكرانية ارسين افاكوف امس الخميس وضع جميع قوات الشرطة بما فيها القوات الخاصة في حالة تأهب بغية الحؤول دون حصول “حمام دم بين السكان المدنيين” او “تطور الوضع الى مواجهة مسلحة”.
وحذر الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف موسكو من تحريك اسطولها قائلا :”اتوجه إلى القادة العسكريين لاسطول البحر الاسود: على جميع العسكريين ان يلزموا المواقع المحددة في الاتفاقيات. ان اي تحركات لقوات مسلحة سيعتبر عدوانا عسكريا”.
وردت موسكو التي تؤكد احترامها للاتفاقيات الموقعة مع اوكرانيا، أن “تحركات” قواتها الجارية “لا تشكل اي تهديد وليس هناك اي قيود قانونية لذلك”. وعين البرلمان بالاجماع ارسيني ياتسينيوك الموالي لاوروبا رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي دعيت لتولي قيادة البلاد قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 25 مايو، والتي أعلن أنه لن يترشح لها. وان كان شدد على خطورة الوضع في القرم، الا انه ذكر ايضا بالتحدي الاقتصادي الهائل الذي تواجهه حكومته، موضحا ان الدين العام وصل الى 75 مليار دولار اي ضعف مستواه عام “2010 حين وصل يانوكوفيتش الى السلطة”.
واوكرانيا التي تقدر حاجاتها التمويلية ب35 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين، وجهت طلب مساعدة رسميا إلى صندوق النقد الدولي تلقته المؤسسة المالية مبدية “استعدادها للاستجابة له”.
واكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء الجديد في مكالمة هاتفية اجراها معه، ان بوسعه الاعتماد على “الدعم التام” للولايات المتحدة حين ستعمد اوكرانيا الى “اجراء الاصلاحات الضرورية لاستعادة عافيتها الاقتصادية ومواصلة عملية المصالحة واحترام واجباتها الدولية والسعي لاقامة علاقات صريحة وبناءة مع جيرانها”.
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية