نعت رئاسة جمهورية مصر العربية الإفريقي الكبير، نيلسون مانديلا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا الأسبق.
وتوفي مانديلا في هدوء بمنزله في جوهانسبرج أمس الخميس بعد مرض طويل في الرئة.
وقالت الرئاسة إن “الزعيم نيلسون مانديلا، سيظل في قلوب وعقول المصريين كأحد أبرز رموز الكفاح والنضال الوطني في عالمنا المعاصر، وإذ تعرب مصر عن خالص عزائها لجنوب أفريقيا حكومة وشعبا، لتدعو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته”.
وأضافت أن “زعماء بقامة نيلسون مانديلا وجمال عبد الناصر والآباء الأفارقة المؤسسين للنضال والكفاح الإفريقي من أجل الحرية والاستقلال، سيظلوا أبد الدهر مصدر إلهام للشعوب، ونموذجًا يحتذى للتضحية والفداء في سبيل المبدأ، تحقيقًا للقيم الإنسانية والكرامة الوطنية وتطلعات الشعوب”.
قال نبيل فهمي وزير الخارجية، إن مصر تشعر بالحزن الشديد لوفاة الزعيم نيلسون مانديلا، مشيراً إلى أن العالم فقد رمزاً تاريخياً وابناً أفريقياً مخلصاً قاد مع زعمائها التاريخيين ناصر ونكروما شعوبها في مرحلة تاريخية للحصول على استقلالهم وحريتهم وحقوقهم، على حد وصفه.
وأعرب فهمي، في بيان نشر بصفحته الرسمية على موقع “فيس بوك” اليوم، عن “اعتزاز مصر بعلاقة مانديلا معها خلال سنوات الكفاح، وبالدعم الذي قدمته لحركته وقادتها حتى نجحت في نيل حقوق شعبها، وكذلك خلال رئاسته لجنوب أفريقيا”.
وأضاف فهمي أن “مصر تقف مع جنوب أفريقيا -حكومة وشعباً- في تطلعهما لأن تظل تضحيات مانديلا وتاريخه حافزاً لكافة أبناء القارة لكي يواصلوا مسيرتهم المشتركة نحو احتلال أفريقيا المكانة التي تستحقها في العالم”.
ولفت وزير الخارجية إلى أن “قصة كفاح مانديلا ستظل نقطة مضيئة ومحل فخر للعالم أجمع، ليس فقط لدوره في قيادة مقاومة شعبه لنظام الفصل العنصري وصموده بعزة طوال سنوات سجنه الطويلة، ولكن كذلك لتبنيه وتطبيقه مبادئ التسامح والعفو، بعد نيله حريته ليقود بلاده بكافة مواطنيها لتجاوز آثار المحنة الطويلة التي مرت بها، حتى تحول خلال العقدين الماضيين إلى أحد الحكماء الحقيقيين في العالم أجمع”.
وكان مانديلا بين أوائل من تبنوا المقاومة المسلحة لسياسة العزل العنصري في جنوب إفريقيا (أبارتيد) في 1960 لكنه سارع إلى الدعوة إلى المصالحة والعفو عندما بدأت الأقلية البيضاء في البلاد تخفيف قبضتها على السلطة بعد ذلك بثلاثين عاما.
وانتخب مانديلا -الذي قضى حوالي ثلاثة عقود في السجن- رئيسا لجنوب افريقيا في انتخابات تاريخية متعددة الأعراق في 1994 وتقاعد في 1999 .
وحصل على جائزة نوبل للسلام في 1993 وشاركه فيها فريدريك دي كليرك الزعيم الابيض الذي افرج عن أشهر سجين سياسي في العالم.
وفي 1999 سلم مانديلا السلطة الي زعماء أكثر شبابا وأكثر تأهيلا لإدارة اقتصاد حديث في رحيل طوعي نادر عن السلطة ضرب كمثل للزعماء الأفارقة.
ومع تقاعده حول مانديلا جهوده إلي مكافحة مرض الايدز في جنوب إفريقيا خصوصا بعد ان توفي ابنه بالمرض في 2005 .
وكان آخر ظهور رئيسي لمانديلا على الساحة العالمية في 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم حيث لقي استقبالا حافلا من 90 ألف مشاهد في الاستاد في سويتو الحي الذي شهد بزوغه كزعيم للمقاومة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)