ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية أن اجتماع الاتحاد الأوروبي السبت الماضي للتفاوض بشأن بريكسيت قد شهد أكثر من مؤشر “غريب”.
وأوضحت الصحيفة -في تعليق على موقعها الإلكتروني الاثنين- أن القادة الـ 27 لم يكادو يجلسوا إلى طاولة المؤتمر في بروكسل حتى اتخذوا في 4 دقائق فقط قرارًا بـ”مطالبات قاسية على نحو عبثي”؛ وبعد ذلك، وعلى غرار اجتماعات الحزب الشيوعي الصيني في حقبة السبعينيات، انطلق القادة في نوبة مُطولة من التصفيق الحاد وفي تهنئة بعضهم البعض وكأنهم أنجزوا شيئا “فظيعا في مهارته”.
ورأت الديلي ميل أن الاجتماع “في حقيقته لم يكن موقفا للتفاوض بقدر ما كان إنذارًا لـبريطانيا – بدفْع 50 مليار جنيه استرليني عقوبة، وضمان حقوق كافة مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في المملكة المتحدة، ومنْح أسبانيا حق الفيتو على مستقبل جبل طارق، ووعْد بعدم فرْض عمليات سيطرة حدودية بين أيرلندا الشمالية والجمهورية الأيرلندية”.
ونوهت الصحيفة عن “استمرار قادة الاتحاد في “التحدث بقسوة” بعد الاجتماع، سواء بشكل مباشر أو عبر تغطيات إعلامية مدروسة بعناية، قائلين إن بريطانيا ستدفع ثمنا باهظا للخروج، وإن تيريزا ماي “واهمة” إذا هي ظنت أن الاتحاد الأوروبي سيدخل في محادثات تجارية قبل الحصول على الأموال نقدا”.
ورصدت الميل حديث (جان كلود يونكر)، رئيس المفوضية الأوروبية عن “صدام مبكر” في المفاوضات إذا لم تذعن بريطانيا؛ وحديث (دونالد توسك)، رئيس المجلس الأوروبي عن أن “الوقت قد حان لتصبح بريطانيا جادة”.
وعلقت الصحيفة قائلة “لكن بريطانيا بالفعل جادة للغاية يا توسك، جادة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، واستعادة السيطرة على حدودها وكسْر قيود المحكمة الأوروبية؛ وإذا كانت بريطانيا مضطرة في سبيل ذلك إلى التضحية باتفاق تجاري في المقابل، فإنها ستفعلْ ولن يثنيها تنمُّرٌ أو تهديداتٌ جوفاء من بروكسل – كما صرحت بذلك أمس ماي والتي تملك ولاية (تفويضًا) ديمقراطية على عكس كل من “توسك” و”يونكر”.
وقالت الديلي ميل إن “على هؤلاء القادة في الاتحاد الأوروبي أن يتذكروا أن بريطانيا تستورد مليارات الجنيهات سنويا في صورة بضائع وخدمات من الاتحاد أكثر مما تُصدّر له في المقابل؛ وعليه فإن شركات تصنيع السيارات الألمانية، ومنتجي النبيذ الفرنسي، والمزارعين الأيرلنديين سيخسرون جرّاء اشتعال حربٍ تجارية أكثر مما ستخسر شركات التصنيع البريطانية جراء تلك الحرب”.
وأضافت الصحيفة أن “ثمة بالطبع أجندةً أخرى؛ فمع تفشّي “التشكك في أوروبا” عبر القارة، فإن القيادة العليا في الاتحاد الأوروبي تريد معاقبة بريطانيا على الخروج كتحذير للدول الأعضاء الأخرى لئلا تحذو حذوها – إن هؤلاء القادة مذعورون من أن تعصف رياح الديمقراطية بأركان ناديهم الصغير (الاتحاد)”.
واختتمت الديلي ميل مؤكدة ثقتها في أن ” ماي لن تثنيها عن مسارها أمثال تلك التكتيكات الماكرة، لكنها تحتاج إلى الدعم الكامل من الشعب البريطاني في المفاوضات الصعبة المقبلة؛ إن أفضل طريقة لدعمها تتمثل في منحها أغلبية ساحقة في انتخابات 8 يونيو المقبل”.
المصدر: وكالات