كان الشأن المصري والفلسطيني والعراقي ضمن ما اهتمت به الصحافة البريطانية الصادرة صباح الإثنين من شؤون الشرق الأوسط.
من بين المواضيع التي تناولتها صحيفة الديلي تلغراف نطالع تقريرا أعده ديفيد بلير، كبير المراسلين الدوليين للصحيفة يتطلع فيه للاحداث الاخيرة الجارية في مصر
و تستهل ايضا كاتبة تقريرها بتسليط الضوء على شيء من التناقض فيما يتوقعه العرب من الولايات المتحدة.كانوا لسنوات يصرخون أن وجودها في المنطقة غير مرحب به لأنها تقتل المسلمين ويطالبونها بالرحيل.
الآن وقد غادرت الجيوش الأمريكية العراق وعلى وشك أن تنسحب من أفغانستان (خلال هذا العام) بدأ العرب يعبرون عن استنكارهم لتحجيم الولايات المتحدة لدورها في المنطقة.
هذه المرة ليس الغضب من الموقف الأمريكي ذا طابع شعبي، بل الحكومات هي التي تتململ، كما تقول كاتبة التقرير.
وإذا نظرنا إلى الموقف من العاصمة السعودية فإن عدم اضطلاع الولايات المتحدة بدور كبير في سوريا والاتفاقية التي أبرمت مع إيران حول برنامجها النووي وتراجع اهتمام الولايات المتحدة بنفط الشرق الأوسط، كل هذا يؤشر إلى تراخي الالتزام الأمريكي نحو المنطقة.
لا يمكن أن تعود دول الخليج للثقة بالولايات المتحدة كما فعلت خلال العقود الستة الماضية ، كما يقول عبدالخالق عبدالله، أحد كبار المعلقين في الإمارات العربية المتحدة، حسب الصحيفة.
وتنسب كاتبة التقرير الى الأمير محمد بن نواف السفير السعودي لدى بريطانيا القول إن الولايات المتحدة تعرض أمن المنطقة للخطر واستقرارها للزعزعة.
وترى الكاتبة أن مراجعة دول الخليج لعلاقتها بالولايات المتحدة شيء صحي، بعد أن تعرضت للانتقاد بسبب اعتمادها المفرط على قوى خارجية من أجل حل مشاكلها.
ويكتب روبرت فيسك في صحيفة الاندبندنت مقالا بشأن التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط.
يقول فيسك في بداية مقاله إنه للمرة الأولى في التاريخ ليست الولايات المتحدة هي من تحارب القاعدة، مع أنها ما زالت تستهدف مسلحيها، واحيانا تقصف، خطأ، أعراسا ومنازل مدنيين في باكستان.
الآن من يحارب القاعدة هم الأنظمة الشرق أوسطية: بشار الأسد في سوريا والجنرال السيسي في مصر ونوري المالكي في العراق وحسن روحاني في إيران وميشال سليمان في لبنان.
لكن الصورة لا تخلو من مفارقات، كما يقول فيسك، فوزير الخارجية الأمريكي جون كيري يقول إن بلاده تدعم المسلحين العلمانيين في سوريا، الذين يحاربون المسلحين الإسلاميين، الذين بدورهم يحاربون نظام بشار الأسد.
وتضخ السعودية أموالا كثيرة لدعم مسلحين إسلاميين على صلة بالقاعدة، يقفون في مواجهة الجيش السوري الحر العلماني وجيش نظام بشار الأسد على حد سواء.
في هذه الأثناء ألقت السلطات اللبنانية القبض على قيادي في القاعدة هو ماجد الماجد، لكنه فارق الحياة اثناء احتجازه، فكيف يستطيع لبنان تجنب التورط في النزاع السوري ؟
وتستمر الولايات المتحدة في دعم الجيش اللبناني، وكذلك في دعم نوري المالكي في حال تصديه للقاعدة في محافظة الأنبار، حسب فيسك.
وفي الشأن السوري لن يوجه كيري دعوة إلى إيران لحضور مؤتمر جنيف 2، وإن كان لم يستبعد أن يكون لها دور على هامش المؤتمر، بينما القوى الرئيسية في المعارضة السورية لن تشارك في المؤتمر.
المصدر: وكالات