الخنافس تمثل مشكلة كبرى لغابات بيالوفيزا التي تشغل مساحات كبيرة من المنطقة الحدودية بين بولندا وروسيا البيضاء تصل إلى 580 ميلا مربعا. وتعيش بها الدببة والثيران البرية وحيوانات القندس وغيرها.
تتغذى خنفساء القلف واسمها العلمي (ايبس تيبجرافوس) على لحاء أشجار التنوب التي تمثل نسبة كبيرة من منطقة الأدغال التي ظهرت بها هذه الحشرات بأعداد قليلة عام 2012 ثم تكاثرت لتلتهم الأشجار.
يقول من يعيشون بغابات بيالوفيزا ويعملون بها إن الحل يكمن في أن تترك الخنافس لتأتي على المزيد من أشجار التنوب حاليا على أن تكون فداء لبقية الأشجار ويأملون بموافقة وزير البيئة البولندي على ذلك.
إلا أن الوضع الذي آلت إليه غابات بيالوفيزا أثار قلق نشطاء البيئة والمفوضية الأوروبية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، لأن غابات بيالوفيزا مصنفة على أنها آخر الأدغال البدائية العتيقة في أوروبا، وهي أحد مواقع التراث العالمي.
من جانبه،أصدر وزير البيئة يان زيزكز قرارات سابقة توحي باتخاذ حلول لأزمة تلك الغابات، التي تعد نحو سدس مساحتها في بولندا محمية طبيعية لا يسمح بقطع أشجارها. وتتولى ثلاث وحدات تشغيل بقية الغابات وتشرف عليها الشركة الوطنية القابضة للغابات التي ترى فيها أهمية اقتصادية.
وقال روبرت سيجليكي مدير فرع منظمة السلام الأخضر (جرين بيس) المعنية بالبيئة في بولندا “يرى الوزير أن الغابات مستودع للأخشاب”.
يرى نشطاء الحفاظ على البيئة أن أي تدخل في طبيعة غابات بيالوفيزا ستنجم عنه أضرار جسيمة ، كما أن قطع الأشجار لن يقضي على الخنافس.
ويقول هؤلاء النشطاء إن قطع مزيد من الأشجار سيتيح مزيدا من ضوء الشمس ما سيترتب عليه نمو المزيد من الأشجار الأخرى التي ستعيش عليها حشرات ونباتات مختلفة.
وتعارض أعداد متزايدة التوسع في قطع هذه الغابات ويعتزمون إرسال خطاب موقع من 400 شخص إلى رئيس الوزراء يطالب بتوفير الحماية للأشجار.
لكن العلماء يقولون إن أشجار التنوب بهذه الغابات عمرها ثمانية آلاف عام وإنها نجت من حربين عالميتين ومن الاحتلال الألماني والحكم الشيوعي وأنه سيكتب لها النجاة من خنفساء القلف (ايبس تيبجرافوس).
المصدر: رويترز