اهتمت صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة اليوم الجمعة، بالوضع في لبنان الذي شهد اشتباكات عنيفة اندلعت على هامش تجمع نظمه عدد من مناصري “حزب الله”، و”حركة أمل” ضد المحقق في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وتحت عنوان “لبنان ونيران الفتنة” .. قالت صحيفة “الخليج” إن الوضع اللبناني سجل عقدة دموية بالغة الخطورة بسقوط عدد من القتلى والجرحى خلال اشتباكات عنيفة اندلعت على هامش تجمع نظمه عدد من مناصري “حزب الله”، و”حركة أمل” ضد المحقق في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار ..مؤكدة أن هذا الانزلاق ربما يضع لبنان، على شفير نزاع سيء، بعد سنوات من الاحتقان.
ونوهت الصحيفة إلى أن لبنان في محنة كبيرة، و في سياق قضية تشغل الرأي العام، المحلي والعالمي، وتتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وفي ضوء توقعات بأن البيطار يتجه إلى اتهام “حزب الله” بجريمة تفجير المرفأ، ما دفع الحزب، وحليفته “حركة أمل”، إلى التهديد بتقويض حكومة نجيب ميقاتي، التي لم يمر على تسلم مهامها شهر، إذا لم تسارع بإقالة محقق المرفأ، ومن دون تفكير في العواقب تم اللجوء إلى تحشيد الأنصار لممارسة مزيد من الضغط على الحكومة، وكانت النتيجة الأولية أن وقع المحظور، وسقط عدد من القتلى والجرحى، في حادث روّع الآمنين، وصدم السلطات الرسمية التي تحاول جاهدة إخماد الفتنة في مهدها قبل أن تتمدد وتحرق بيروت، بل كل لبنان.
وحذرت الصحيفة من أن اللجوء إلى الشارع في مثل هذه الأزمات المعقدة، وفي ظل انتشار السلاح لدى أنصار هذا الطرف، وذاك، مقامرة بالغة الخطورة خصوصاً في لبنان، مشيرة إلى أن أزمات لبنان تتناسل، ولا تريد أن تنتهي، كأن قوة ما تريدها أن تبقى مفتوحة ومستعصية على الحل.
وأكدت أن مساعي إخماد “فتنة الطيونة” ستكون امتحاناً حاسماً للحكومة، التي أكد رئيسها نجيب ميقاتي فور وقوع الاشتباكات المؤسفة، أن الجيش ماض في إجراءاته الميدانية لمعالجة الأوضاع وإعادة بسط الأمن، وإزالة كل المظاهر المخلة بالأمن وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث، وإحالتهم إلى القضاء المختص، وقالت أنه ورغم صعوبة الموقف، فبإمكان الحكومة أن تثبت على موقفها، وأن تدافع عن شرف الدولة وتتمسك بمسار العدالة في كل القضايا المفتوحة، ومنها انفجار المرفأ.
ودعت “الخليج” في ختام افتتاحيتها اللبنانيين إلى أن يقلّبوا صفحات تاريخهم، والتجارب، القريبة والبعيدة، في بلدان عدة ليعتبروا منها، ويتأكدوا أن الحروب لا تورث غير الدمار، والاستهانة بالدولة والتطاول على مؤسساتها يقودان إلى تفكك المجتمع وضياع الوطن، مؤكدة أن لبنان لا يستحق هذا المصير، إذا كان هناك من يؤمن بلبنان، ويرغب في تجنيبه نيران الفتنة.
المصدر:أ ش أ