رصدت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك وقالت إن هناك مسجداً مقدساً، ينتظر منذ اثنين وخمسين عاماً من ينقذه من أيدي شذاذ الآفاق.
وقالت الصحيفة إت القدس اليوم مثل كل يوم منذ أن وطأ الاحتلال أرضها المقدسة. هي تعاني وتتألم وتصرخ وتتوجع؛ لكنها صامدة صابرة وتقاوم، ترفض الركوع والاستسلام للجلاد. لا تبالي إن هجرها القريب والبعيد، أو أشاحوا النظر عنها وأهملوها. هي دائماً وفيّة أبية لمقدساتها وأنبيائها، ولكل الرسل سواء من ولد فيها أو أسري إليها، أو بلغ رسالته منها، أو تجول بين أزقتها وحواريها وأسوارها يرفع لله أكف الرحمة والغفران. هي القدس التي منها عرج الرسول الكريم إلى السماء وصلى بأنبياء الله، وفيها أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهي القدس التي عرج عليها السيد المسيح وسار في درب آلامها. هي القدس قرة عين المسلمين والعرب أجمعين، وملاذ الرحمة والغفران.
القدس اليوم مصلوبة على خشبة عدو عنصري فاجر، يعمل على تهويدها ومسح معالمها وتدنيس مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ويصادر أرضها وبيوتها وشوارعها وأزقتها، حتى مقابرها لم تسلم من غدره وعتوه وبطشه، وكأن له ثأراً مع الموتى، الذين دفنوا فيها قبل مئات السنين؛ لأن قبورهم شواهد على أنه غريب ودخيل اغتصب المدينة في غفلة عن الزمن، وفي مؤامرة شارك فيها كبار لصوص العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن اليوم، كما في كل يوم، تواجه المدينة جريمة جديدة يرتكبها العدو المغتصب، كان آخرها قيام الاحتلال وقطعان مستوطنيه باستباحة الحرم القدسي، ومهاجمة حماته وحراسه، واعتقال بعضهم، ومن ثم إغلاق باب الرحمة، الذي دخل منه السيد المسيح إلى المدينة؛ حيث يزعم الصهاينة أنه إرث يهودي، ويعد إحدى بوابات الهيكل المزعوم.
وقالت الصحيفة إن العدو يسعى لتثبيت ادعاءاته وترهاته التوراتية؛ من خلال فرض أمر واقع مزور على المدينة؛ لكنّ المقدسيين على العهد والقسم..لن يسمحوا بأن يحقق العدو أحلامه ولو على أجسادهم. –