أكدت صحيفة “الخليج” الإماراتية، أن قيم التعايش والتسامح بين البشر لن تنتصر إلا بمواجهة الإرهاب والتطرف وكل قوى الشر مهما كانت خلفياتها، ومرجعياتها، فمن دون ذلك ستظل هذه الظاهرة الخبيثة تتجدد كلما سنحت لها الظروف، أو تطلبتها بعض الأجندات.
وكتبت الصحيفة – في افتتاحيتها اليوم الخميس تحت عنوان “التعايش للقضاء على الإرهاب” – أن موجة العمليات الإرهابية العنيفة التي استهدفت عدداً من الدول الأوروبية في الأيام الأخيرة، تطرح تساؤلات مشروعة عن أسبابها، ودلالاتها، في وقت يواجه فيه العالم صعوبات وتقلبات خطيرة تحت وطأة وباء لا يرحم “كورونا المستجد”، وانقسامات دولية في القيم والسياسات والخيارات، ما يؤثر سلباً في نجاح أي عمل جماعي لمواجهة جميع هذه التحديات.
وأوضحت أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة النمساوية مؤخراً، أعادت إلى الأذهان الأعمال الإجرامية التي ضربت عواصم أوروبية قبل خمسة سنوات، لا سيما وأنها جاءت بعد أيام قليلة من جرائم مشابهة شهدتها مدينتا نيس، وليون، الفرنسيتان، واصفة الحادث البشع في فيينا، تلك العاصمة الآمنة المطمئنة، بأنه كان صادما، لأنه استهدف مدينة مسالمة، وحوّلها إلى ساحة لإراقة الدماء، والذعر.
وأضافت أن هناك مشكلة خطيرة بدأت تتمدد وتثير الخشية من جرائم بشعة قد تضرب هذا البلد، أو ذاك، وتتمثل في استشراء خطابات الكراهية، والعنصرية، والتمييز، في الوقت الذي يفترض فيه أن يتحد العالم أجمع بالتصدي لهذه الظواهر، ويسمو عن الخلافات، والفروق، ويؤمن بأن الاختلاف نعمة، والتعدد تميز، ويتمسك بما نصت عليه وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، العام الماضي في أبوظبي، مشيرة إلى أن تلك الوثيقة تحمل في طياتها الحلول لهذه المعضلات بدعوتها إلى العمل على إعلاء قيم التعايش، والتسامح، والسلام، وعدم الزج بالأديان في الحوادث الإجرامية، مع الالتزام التام باحترام المقدسات والرموز السامية لدى جميع البشر، بمختلف أديانهم، ومعتقداتهم.
المصدر:أ ش أ