حذرت صحيفة (الخليج) الإماراتية مما يواجهه العالم من المآسي والكوارث التي باتت تهدد وجوده، وتقضي على ما حققه من إنجازات حضارية خلال العقود الماضية، وربما تؤدي إلى تدمير الحياة على وجه الأرض، بسبب الصراعات والحروب والتكالب على الطبيعة.
وذكرت الصحيفة – في افتتاحيتها تحت عنوان “عالم يقرر الانتحار” – أن الحروب الإقليمية والأهلية، وآخرها الحرب الأوكرانية، إضافة إلى جائحة كورونا، وأزمة التغير المناخي، أدت إلى وضع العالم أمام مصير مجهول.
وأضافت أن الأزمات تتكدس وتهدد بمجاعات وتزايد أعداد اللاجئين والنازحين، واتساع مساحة الدمار الذي يلحق بالعالم، وفقدان المواد الغذائية الرئيسية والارتفاع الجنوني في الأسعار، وتعاظم أعداد ضحايا الأوبئة، وتعطل سلاسل التوريد، مع الخلل البيئي الناجم عن العبث بالأرض، وما يرافقه من جفاف وأعاصير وفيضانات وحرائق.
وأكدت أن “الأرقام صادمة ومهولة عن ضحايا الحروب والعنف والبيئة والجوائح والإرهاب خلال السنوات الأخيرة”.. حيث شهد عام 2021 تسجيل رقم قياسي في أعداد النازحين واللاجئين بلغ 84 مليون نسمة، من بينهم 59.1 مليون نسمة نزحوا داخليا، ويفترض أن تؤدي الحرب الأوكرانية إلى نزوح عدة ملايين غيرهم إلى الداخل أو إلى دول الجوار.
وأوضحت أنه وفقا لمنظمة الهجرة الدولية، فإن الحروب والصراعات الداخلية، وأحداث العنف والإرهاب، هي من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى النزوح والهجرة، وخصوصا في الدول الإفريقية، وأفغانستان، وسوريا، فضلا عن الجفاف الذي ضرب مناطق واسعة من العالم، وأدى إلى فقدان مساحات زراعية شاسعة، كانت تشكل مصدر رزق لملايين الأشخاص الذين اضطروا إلى تركها. وتؤكد مفوضية اللاجئين أن الأحوال الجوية القاسية أجبرت حوالي 21.5 مليون شخص على الانتقال من أماكن وجودهم.
ولفتت إلى أن وكالات الإغاثة الدولية تؤكد أن نحو 27 مليون شخص، يعانون الجوع في منطقة غرب إفريقيا، وقد يرتفع العدد إلى 38 مليون شخص خلال شهر يونيو المقبل، بسبب الجفاف والصراعات الناجمة عن الإرهاب، واستمرار الحرب الأوكرانية، إذ أن دول غرب أفريقيا تعتمد بشكل رئيسي على الحبوب من روسيا وأوكرانيا.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن “كل هذه الكوارث الماثلة التي تهدد البشرية، لا تعني شيئا بالنسبة للكبار الممسكين برقاب العالم”.
المصدر: أ ش أ