قالت صحيفة الخليج الإماراتية، أن جماعة الإخوان المسلمين الارهابية لا تدخر جهداً في استغلال أي حدث بهدف تمكين مواقعها والسيطرة على أي حراك في الشارع العربي، الهادف إلى التغيير .
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، أن هذا أمر لمسه كثر في الاحتجاجات التي شهدها عدد من الدول العربية خلال الثماني سنوات الماضية، حيث ركبت الجماعة موجة المطالبة بالتغيير في محاولة للسيطرة على الشارع وتسخير ذلك للوصول إلى السلطة، تحت شعار “إسقاط الأنظمة الفاسدة”، على حد تعبيرها.
وأكدت الصحيفة أن الجزائر لم تسلم من محاولة الجماعة تكرار ما أقدمت عليه في أكثر من دولة عربية، حيث حاولت التسلل إلى الساحات التي يتجمع فيها المحتجون منذ أكثر من شهر، رفضاً لترشح الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، في محاولة لاختراق المسيرات لتوجيهها نحو الفوضى .
وتابعت “إلا أن المحتجين الغاضبين، أقدموا على طرد ممثل الجماعة، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبدالله جاب الله، من ساحة الاحتجاجات، بعدما ادعى أن حزبه الإخواني يشكل جزءاً مهماً ولاعباً محورياً في التحركات الشعبية، وهو ما أثار غضب الشارع، الذي يرى في الإخوان جماعة انتهازية تتحين الفرص للوصول إلى السلطة، ومن ثم التنكر لما قامت الجماهير من أجله”.
وأشارت الصحيفة إلى تحذير رئيس وزراء الجزائر الجديد نورالدين بدوي جماعة الإخوان من محاولة خطف الحراك الشبابي الذي ينادي بتغيير ديمقراطي، خاصة في ظل التوجه القوي للجماعة بنسخ تجارب شبيهة في بلدان عربية أخرى، مثل مصر وسوريا واليمن وتونس وليبيا، حيث تسعى الجماعة، مدعومة من تيارات ودول في المنطقة، إلى خلط الأوراق، ليتسنى لها الاستئثار بالحكم وتنفيذ أجندة الجماعة المرتكزة على الفوضى والتخريب.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه يمكن فهم هذا التوجه من خلال التحريض الذي تقوم به شخصيات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، التي ينادي بعضها ب”الجهاد ضد النظام وتطبيق الشريعة الإسلامية” في الجزائر، وهو سيناريو اتبعته في البلدان التي شهدت موجة ما يعرف ب”ثورات الربيع العربي” .
وأكدت الصحيفة أن دعوة الجماعة لا تهدف إلا إلى التخريب وإثارة الفوضى، وليس بناء دولة ديمقراطية، والخشية أن يتكرر سيناريو الجماعة المنحرفة في تسعينات القرن الماضي، عندما دخل «الإسلاميون» في حرب مريرة مع الجيش الوطني الجزائري، أدت إلى وفاة عشرات الآلاف من المواطنين.
وأضافت “في إطار استراتيجيتها لإشاعة الفوضى في البلدان التي تشهد حركة احتجاجات شعبية، تركز جماعة الإخوان المسلمين، على اتباع أسلوب “تحريض الكل ضد الكل”، ففي الوقت الذي تهاجم في بعض البلدان مؤسسات الجيش تحت شعار “مواجهة الطغاة”، تحرض في بلدان أخرى الجيش ضد المحتجين، من خلال دعوة المؤسسة العسكرية للتدخل من أجل “الانتقال الآمن” للسلطة، كما حدث ويحدث في بلدان كثيرة، وهي خطوة يراها البعض بمثابة دعوة للجيش للتخلي عن مهامه الدستورية، التي تنص على عدم تدخله في الشأن السياسي، وبالتالي إدخاله معمعة الصراع المؤدي إلى الفوضى العارمة”.
المصدر: وكالات