انتقدت صحيفة “الخليج” الإماراتية التباطؤ في حل الأزمة الليبية، معتبرة أن تعبير “خطوة للأمام خطوتان للوراء” ينطبق على الأزمة الليبية العصية على الحل، وأن ذلك دليل على فشل المجتمع الدولي في حل القضية الليبية.
وقالت الصحيفة الاماراتية في افتتاحيتها الصادرة اليوم الأحد، إنه كلما لاحت بارقة أمل بإمكانية التوصل إلى حل ينهي معاناة الشعب الليبي ويخرجه من مأساة طال أمدها ويضع حدا لعبث تتناوب عليه ميليشيات وجيوش وجماعات إرهابية تبين أن هذا الأمل مجرد سراب.
وأضافت أن الأزمة الليبية استهلكت منذ سقوط نظام القذافي منذ العام 2011 خمسة مبعوثين دوليين أدلوا بدلوهم وجربوا حظوظهم وفشلوا تباعا ” الأردني عبد الإله الخطيب والبريطاني إيان مارتن واللبناني طارق متري والإسباني برناردينو ليون والألماني مارتن كوبلر” وها هو السادس اللبناني غسان سلامة يمتطي صهوة جواد الحل لعله يكون مختلفا عن الآخرين الذين سبقوه وسقطوا عن جيادهم بعلامة صفر لأنهم لم يتمكنوا من القفز فوق أي حاجز ليبي.
وأوضحت ان المشكلة في الحقيقة لا تكمن في المبعوثين فكلهم أكفاء وعلى قدرة دبلوماسية عالية، إلا أن المشكلة في الحقيقة تكمن في الأزمة ذاتها وفي تعقيداتها وفي القوى الإقليمية والدولية المنخرطة فيها وفي الأجندات المختلفة والمصالح المتشابكة والمعقدة التي نسجتها هذه القوى مع كل أطراف الداخل التي باتت رهينة للقوى التي تدعمها.
وقالت ” الخليج” إن الثروات الليبية خصوصا النفط، هي التي تشكل محور الصراع وهي التي تمنع التوصل إلى تسوية رغم المحاولات والاتفاقات الكثيرة التي أبرمت بين الأطراف الليبية المتصارعة والتي تتقاسم النفوذ بين الشرق والغرب والوسط والجنوب وتحديدا حول الهلال النفطي إضافة إلى الدور الخطر الذي تلعبه التنظيمات الإرهابية في محاولاتها لاتخاذ الجنوب الليبي معقلا بديلا للعراق وسوريا بعد الهزائم التي تلحق بها هناك.
وأضافت إن استبدال مبعوث دولي بآخر دليل على فشل المجتمع الدولي في التعاطي مع الأزمة الليبية بجدية فهو يفتقر إلى الإرادة الموحدة التي تعطل كل محاولة للحل؛ فالقرارات تبقى حبرا على ورق إذا لم يتم تطبيقها والتطبيق يحتاج إلى إجماع دولي وبما أن الإجماع غير متوفر والمصالح متنافرة ومتعارضة فإن الأزمة تتحول إلى طور أسوأ وهو ما حصل بالنسبة للأزمة الليبية وغيرها من الأزمات التي تعصف بالمنطقة.
وأشارت الى ان المبعوث الجديد غسان سلامة يجرب حظه ويدلي بدلوه فقد طرح قبل أيام خريطة طريق من المقرر أن يبدأ تنفيذها خلال أيام وتقوم على تشكيل لجنة للحوار وأخرى لتعديل الاتفاق السياسي وفتح الطريق أمام من تم استبعادهم أو أبعدوا من العملية السياسية وعقد مؤتمر وطني يضم جميع القوى والأطراف لاختيار أعضاء المؤسسات التنفيذية ووضع دستور جديد وعرضه على الاستفتاء وإجراء انتخابات لاختيار برلمان والحوار مع الجماعات المسلحة لدمجها وتوحيد الجيش الوطني واستمرار جهود المصالحة على أن يتم ذلك في غضون سنة..مختتمة بالقول إن ليبيا تحتاج إلى جهد لإنقاذها من مأساتها.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)