وصفت صحيفة (الخليج) الإماراتية، التوترات غير مسبوقة التي تشهدها العلاقات بين روسيا من جهة، وأوكرانيا والدول الغربية من جهة أخرى، وسط اتهامات وتهديدات وحشود عسكرية، بما يوحي بأن الحرب باتت محتومة، بأنها مجرد ضباب للحرب يستخدم لتحقيق هدف سياسي.
وقالت الصحيفة -في افتتاحيتها اليوم الخميس تحت عنوان “ضباب الحرب”- إن مفهوم “ساحة المعركة” من حيث الجيوش والإمكانات العسكرية، والخطط، يختلف عن مفهوم “فضاء المعركة”، صحيح أن هناك ساحة معركة على طول حدود روسيا الغربية مع الدول الأوروبية الشرقية التي تتموضع فيها قوات أطلسية، لكن هذه الساحة ليست في حالة تأهب واستعداد، وإنما هناك فضاء معركة تدور رحاها في شكل معارك على المستوى النفسي والإعلامي والاقتصادي للتأثير في الخصم، وإرغامه على تقديم تنازلات تخدم الحرب العسكرية من دون خوض غمارها.
وأوضحت أن القمة الافتراضية التي جرت مؤخراً بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، كانت في هذا الإطار؛ أي البقاء خارج “ميدان المعركة” والحؤول دون تجاوزه، مشيرة إلى أن التوصل إلى صيغة حل ترضي الجانبين وتزيل مخاوفهما، باتت مطلوبة.
ورأت الصحيفة الإماراتية، أن الصراع بين الجانبين ليس صراعاً أيديولوجياً، وإنما هو صراع نفوذ يتعلق بالأمن القومي وبمصالح استراتيجية، فروسيا التي يقلقها توسع حلف الأطلسي، وتزايد الوجود العسكري الغربي في أوكرانيا، وبعض دول أوروبا الشرقية، إضافة إلى محاولة تأليب هذه الدول التي كانت جزءاً من مجالها الحيوي، ضدها، وجدت نفسها تتعرض لحصار عسكري مرادف للحصار الاقتصادي الذي تعانيه، لهذا كله، تطلب ضمانات موثقة من الدول الغربية بعدم التوسع شرقاً، التزاماً بتعهدات كان قطعها الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان ووزير الخارجية جيمس بيكر للرئيس السوفييتي جورباتشوف ووزير الخارجية شيفاردنازة.
وقالت (الخليج): “لقد بات هذا المطلب الروسي ملحاً، وقد طرحه الرئيس بوتين مؤخراً على زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وفنلندا وبريطانيا، في مسعى منه لتجنب مواجهة محتملة، مقترحاً مفاوضات بهذا الخصوص، مؤكداً أن الكرملين لديه مشروع تسوية يؤدي إلى حل .. وتساءلت : هل يتم التوصل إلى تسوية والخروج من حالة “ضباب الحرب”؟.
المصدر: أ ش أ