في مقال لها رصدت صحيفة الخليج الإماراتية الوضع الراهن في لبنان وكتبت ..
منذ أن دخل لبنان في حربه الأهلية في عام 1975، وهو لا يستطيع الخروج من المأزق الطائفي لبلد صغير الحجم، لكنه متنوع، طائفياً ومذهبياً إلى درجة الإرباك في العلاقات التي تسود بين مكوّناته، وتجعل الاصطفافات فيما بينها أحد أكبر العوامل وأبرزها في منع قيام دولة وطنية حديثة، على أسس المواطنة، ولم يفلح «اتفاق الطائف» في عام 1989 في إحداث اختراق جدّي للبنية الطائفية.
وعلى الرغم من أن العامل الخارجي الذي تمثّل باحتلال «إسرائيل» للجنوب، ووجود القوات السورية، قد انتهى، بعد انسحاب الأولى من لبنان في عام 2000 ، وخروج الثانية في عام 2005، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلا أن لبنان ظلّ أسير الصراع الإقليمي.
إن الخوف الحقيقي الحالي هو أن يكون الوقت قد فات على تجنيب لبنان أهوال العاصفة، وهو الذي عانى، ولا يزال، من عواصف الماضي، وهو ما يتطلب حكمة لبنانية وإقليمية من قبل كل القوى المنخرطة في الصراع، واستعادة حدّ أدنى من العقلانية في إدارة أزمات المنطقة، والانتقال من المواجهة إلى الحوار.
المصدر : صحيفة الخليج الإماراتية