قالت صحيفة الخليج الاماراتية في افتتاحيتها اليوم إن عام 2023 الذي يرحل بعد ساعات كان عاماً ثقيلاً بما حمله من حروب وكوارث وأزمات أحاقت بالعالم وجعلت منه «عام الفواجع» الذي أودى بحياة مئات الآلاف من البشر، ونشر الموت والدمار في مختلف أرجاء المعمورة، وكأنه يقدم نموذجاً لما يمكن أن يكون عليه العالم إذا لم يبادر إلى اتخاذ خطوات جريئة تخرجه من حالة اللامبالاة على صعيد مواجهة تغير المناخ من جهة، والخروج من حالة الاستقطاب الدولية والتفرد بالنظام الدولي إلى عالم متعدد الأقطاب أكثر عدالة ومساواة وإنسانية، والتخلي عن ازدواجية المعايير في ما يتعلق بحق الشعوب في تقرير مصيرها من جهة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب الأوكرانية تكاد تدخل عامها الثالث بكل ما تحمله من مخاطر على الأمن والسلم الدوليين، وبكل ما أدت إليه من خسائر مادية وبشرية من دون أن يبدو في الأفق أمل في وضع حد لها، رغم استنفاد كل وسائل القوة لتحقيق نصر أرادته الدول الغربية على روسيا
كما أشارت إلى أن الصراع في منطقة القوقاز بين أذربيجان وأرمينيا تفجر مجدداً في سبتمبر الماضي، ولكن هذه المرة تمكنت باكو من استرداد إقليم ناجورنو كاراباخ الذي شهد سلسلة من الحروب بين الطرفين خلال العقود الماضية.
وقالت الصحيفة إنه ما زالت شبه الجزيرة الكورية حبلى بالأزمات التي تهدد باندلاع حرب نووية جراء صراع تاريخي بين كوريا الجنوبية المدعومة أمريكياً، وكوريا الشمالية التي تحث الخطى كي تكون دولة نووية قادرة على مواجهة خصومها، كذلك فإن العلاقات الأمريكية – الصينية تشهد تنافساً حاداً يحاول البلدان عدم تحوله إلى صراع عسكري جراء الخلاف حول تايوان والمسعى الأمريكي لمحاصرة القوة الصينية الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية المتصاعدة التي باتت تهدد تفوّق الولايات المتحدة وهيمنتها العالمية.
وقالت إن العالم واجه خلال عام 2023 واحدة من أقسى وأعنف السنوات مناخياً، إضافة إلى الكوارث الطبيعية التي ضربت أجزاء واسعة من المعمورة. ووفقاً لمرصد كوبرنيكوس الأوروبي، فإن عام 2023 كان أكثر الأعوام سخونة منذ 125 ألف عام، وذلك بسبب اعتماد الدول الصناعية الكبرى على الوقود الأحفوري الذي يتسبب في نفث ملايين الأطنان من الكربون في الجو، ما أدى إلى موجات الحر والجفاف والفيضانات والحرائق في آسيا وأوروبا وأمريكا، وما ترتب على ذلك من خسائر في الأرواح وأضرار في الاقتصاد والبيئة.
كما شهد العالم سلسلة زلازل مدمرة كان أعنفها الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/ شباط الماضي، والذي أودى بحياة الآلاف، ودمر العديد من القرى، وكذلك زلزال المغرب في سبتمبر/ أيلول الماضي، وإعصار «دانيال» الذي ضرب ليبيا وأدى إلى تدمير مدينة درنة. وقد حاول مؤتمر «كوب 28» الذي عقد في الإمارات مؤخراً وقف جماح التغيير المناخي من خلال قرارات واضحة تشكل أملاً في إنقاذ البشرية.
واختتمت الصحيفة إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة تكاد تدخل شهرها الرابع بكل مآسيها والمتمثلة في أكثر من 22 ألف ضحية، وأكثر من 55 ألف جريح، و1779 مجزرة، و1.8 مليون نازح، وتدمير آلاف الأبنية والمؤسسات وسط عجز دولي عن وقف آلة التدمير الإسرائيلية بسبب المساندة الأمريكية.
وتمنت الصحيفة أن يكون عام 2024 أكثر أمناً وسلاماً!!