قالت صحيفة “الخليج” الإماراتية في افتتاحيتها إنه في الوقت العالم يخوض حرباً ضارية ضد وباء كورونا ومتحوراته، منذ 3 سنوات، بعدما أنهك اقتصاد العالم، وأودى بحياة الملايين، وخلخل الحياة الاجتماعية، وقطّع الأوصال بين الدول والشعوب، يطلّ علينا وباء جديد، هو جدري القرود الذي انتشر فجأة في أكثر من 19 بلداً، وسجّل عشرات الإصابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن وسط هذه الجوائح تندلع الحرب الأوكرانية، بكل أهوالها وتداعياتها، الاقتصادية والاجتماعية، وتصاعد مخاطر مجاعة عالمية جراء نقص الحبوب، خصوصاً القمح والذرة، وتوابعهما من زيوت وأسمدة، إضافة إلى أزمات الوقود والغاز، وارتفاع الأسعار، وتصاعد التضخم، فإذا بالرئيس الأمريكي، جو بايدن، يستغل جولته الأخيرة في آسيا التي شملت كوريا الجنوبية واليابان لإعداد المسرح لحروب جديدة في شرق آسيا والمحيط الهادئ، كأن العالم أصبح رهينة حروب وأوبئة باتت جزءاً من سياسات واستراتيجيات خارج أية حسابات للأمن والسلام.
وقالت صحيفة “الخليج” إنه أياً كان السبب، فإن العالم يواجه وباء جديداً يضاف إلى وباء كورونا وهو “جدري القرود”، ولا تزال مؤسسات الصحة العالمية تتابع تطور هذا الجدري، ومدى خطورته، وما إذا كان مثل سلفه قادر على الانتشار والتحوّر، وبالتزامن مع وباء كورونا وظهور جدري القرود، تستعر الحرب الأوكرانية التي يبدو أن الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي مصممة على إطالتها لإنهاك روسيا، وإخراجها من معادلات النظام الدولي، بما يخدم المصالح الأمريكية، فإن الرئيس بايدن يعمل على توسيع نطاق المواجهة بإدخال الصين في صلبها، مستغلاً الوضع في تايوان ليضم بكين إلى صفوف الأعداء، ويهدد باستخدام القوة إذا ما فكرت في استرداد الجزيرة إلى الوطن الأم. أي أن الولايات المتحدة أدخلت عنصر تفجير جديد لحرب محتملة تؤكد فيها أنها لن تتنازل عن قيادة النظام الدولي، ولن تقبل بشركاء لها في هذا النظام، من خلال وضع قواعد جديدة لتوازن القوى العالمي تكون فيه القوة التي تحدد مسار العلاقات الدولية.
المصدر: وكالات