قالت صحيفة الخليج الإماراتية اليوم الثلاثاء إن جماعة الإخوان الإرهابية مازلت تتجرع مرارات الهزائم بعد أن بدأت الشعوب العربية تلفظها تنظيماً إثر آخر، وتسقطها تجربة بعد أخرى، وآخرها حركة النهضة في تونس، التي لم تستوعب الصدمة وتتجاهل حقائق الواقع، موضحة أنها مازالت تناور من أجل البقاء في المشهد عبر دعوات ملغومة للحوار تارة، وطوراً بالتهديد والإرهاب.
وأضافت أنه رغم ما يجتاح تونس من غضب ودعوات ملحة للتغيير الشامل والقطع مع منظومة الإرهاب والفساد، تتعامى “النهضة” عن هذه الحقيقة، وتتوهم أن لها دوراً مازال قائماً، وأن بإمكانها المساهمة في الإصلاح، مشيرا إلى أن الغنوشي، بعد فشل محاولة تمرده على الإرادة الشعبية، أصبح مستعداً لتقديم “تنازلات”، كالتخلي عن رئاسة حركته المتطرفة والاستقالة من رئاسة البرلمان، متجاهلاً أن ذلك البرلمان لن يعود بصورته التي كانت حتى يتم الانتهاء من خطوات التصحيح.
وأشارت أن اليوم الذي تحرك فيه التونسيون لإسقاط منظومة الإخوان في 25 يوليو الماضي، كان وفاء للدولة المدنية وقيم الحداثة والتقدم، ووفاء لبورقيبة في اليوم الذي أعلن فيه عن قيام النظام الجمهوري قبل 64 عاماً، بكل ما يعنيه ذلك من انتصار لإرادة الشعب وحريته وكرامته ورفضه للإيديولوجيات المفلسة، موضحة أن الرئيس التونسي قيس سعيد استطاع أن يترجم ذلك الوفاء بإجراءات استثنائية تلقاها الشعب بتأييد واسع ومكنها من بلورة رأي عام وطني يدفع باتجاه تطهير تونس من قوى الفساد السياسي والاقتصادي وإنقاذها من صراعات حركة النهضة الإخوانية وأتباعها وملاحقة خلاياها ولصوص المال العام الذين نهبوا مقدرات الشعب لصالح مشروع “النهضة” التدميري الذي انتهى أخيراً إلى مصير بائس.
وأكدت أن المعضلة العظمى أن تفكير الإخوان في تونس لم يتعظ من التجارب الفاشلة التي مر بها نظراؤهم في مصر، وفي سوريا التي دفعت أثماناً باهظة بسبب تآمر التنظيم العالمي للإخوان والحركات الإرهابية المنبثقة عنه، وكذلك في التجربة الليبية المريرة وفي السودان واليمن أيضاً. لو كان للإخوان موطئ قدم في العمل السياسي العربي لما كان كل هذا السقوط وهذه الهزائم، لكنهم كائنات منفصلة عن الواقع ولا تمت للمستقبل بصلة”.
أ ش أ