صحيفة الخليج الاماراتية أكدت في افتتاحيتها أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، التي تجري غداً، لن تكون كأي انتخابات سابقة، لأنها ستكون مفصلية، وستغيّر وجه تركيا، وتحدد شكل نظامها في الداخل، وأيضاً علاقاتها الإقليمية والدولية؛ ذلك أن المرشحين الاثنين الرئيسيين؛ الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الذي لم يعرف الخسارة في الانتخابات التي خاضها منذ 20 عاماً، وزعيم الحزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو، يحملان مشروعين مختلفين لتركيا التي يريدانها.
وقالت الصحيفة إن أردوغان الذي يقود تحالف «الجمهور» الذي يضم خمسة أحزاب، سيحافظ على النظام الرئاسي الذي يعطي الرئيس سلطة واسعة. وأشار في خطابه، خلال الحملة الرئاسية، إلى أنه سيجعل تركيا قوية، ومتعددة التحالفات، و«واحة للأمن والسلام»، وسيوفر ستة ملايين وظيفة، ووعد بتجاوز الأزمة الاقتصادية، بعدما وصل معدل التضخم إلى 44 في المئة. فيما يقول كليشدار، إنه سيعيد النظام البرلماني، وسيعمل على استعادة منصب رئيس الوزراء، وضمان استقلال القضاء، وتعزيز الحريات الصحفية. ومن المتوقع في حال فوزه العودة إلى مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وحلف «الناتو»، مع المحافظة على العلاقات مع روسيا والصين، وأيضاً انسحاب القوات التركية من سوريا، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وأوضحت الصحيفة أن هذا يعني أنه إذا فاز أردوغان فلن يتغير شيء كثير، أما في حالة فوز كليشدار فإن تركيا العلمانية ستعود مجدداً لقيادة تركيا، وتبتعد عن التوجه الإسلامي الذي كرّسه أردوغان خلال وجوده في السلطة، مع العودة إلى النظام البرلماني، وأيضاً علاقات تركيا مع الدول الغربية، وخصوصاً مع الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه اذا كانت الانتخابات البرلمانية لاختيار 600 نائب، سترافق الانتخابات الرئاسية إلا أن الأتراك يعطون انتخابات الرئاسة أهمية كبرى، لأن نتائجها سوف تحدد مستقبلهم وخياراتهم السياسية والاقتصادية.
واختتمت الصحيفة بأنه إذا كانت استطلاعات الرأي، تعطي أردوغان وكليشدار نتائج متقاربة، وتشير إلى أن أياً منهما لن يحصل على نسبة 50 في المئة+1، لحسم النتيجة لمصلحته، فإن مؤيدي أردوغان يشككون بنتائج هذه الاستطلاعات، ويؤكدون أنه سيحسم النتيجة من الجولة الأولى، ولن يكون مضطراً لخوض جولة ثانية بعد أسبوعين، في حين يؤكد أنصار كليشدار أنه سوف يحسم النتيجة لمصلحته من الجولة الأولى، اعتماداً على الأداء المتواضع لحكومة أردوغان في التعاطي مع كارثة الزلزال الأخير، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن التركي، وما أضافه وجود أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري من أعباء اقتصادية واجتماعية على تركيا. كما أن انسحاب رئيس «حزب البلد» المعارض محرم أينجه من المعركة الرئاسية قبل يومين، سيصب في مصلحة كليشدار، في حين يرى محللون أتراك أن ذلك ليس مضموناً.