قالت صحيفة الخليج الاماراتية إنه منذ أن انضمت تركيا إلى حلف «الناتو» عام 1949، وحتى الآن، وهي العضو المطيع للحلف وأهدافه، وكانت باستمرار تشارك بفاعلية في كل نشاطاته، عدا الدور الأساسي الذي لعبته في أن تكون عماد سياسة احتواء الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، وحائط الصد الجنوبي للحلف في مواجهة موسكو.
هذا الموقف لم يتغير أبداً حتى في ذروة الخلاف مع الحلف خلال السنوات القليلة الماضية، والتهديد الذي صدر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وغيره من المسؤولين الأتراك حول إمكانية الانسحاب أو التلويح بإغلاق القواعد العسكرية للحلف الموجودة على الأراضي التركية، هما عبارة عن مجرد ابتزاز.
لقد استخدم القادة الأتراك الخلافات التكتيكية مع الحلف في إطار مصلحة بلادهم مع روسيا؛ للحصول على أقصى فائدة ممكنة سياسية واقتصادية وعسكرية، ونجحوا في ذلك؛ نظراً لحاجة روسيا لشريك اقتصادي وعسكري، يمكن أن يسهم في تطوير المصالح الروسية في المنطقة، ويبعد أنقرة قدر الإمكان عن السياسة الأمريكية التي تستهدف موسكو.
لكن الحقيقة أن تركيا ظلت وفية للحلف، ولم تفكر يوماً في مغادرته. وعندما دقت ساعة الحقيقة الآن في معركة إدلب، مع افتراق مصالحها عن المصالح الروسية، ها هي تقلب ظهر المجن لموسكو، وتدعو الحلف للوقوف معها في معركتها؛ لحماية الجماعات الإرهابية هناك، ضد القوات السورية والروسية.
وأكت الصحيفة إن روسيا أدركت روسيا ولو متأخرة أنها وقعت في علاقاتها مع أنقرة ضحية سوء فهم لطبيعة النظام التركي ونواياه .
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وأثناء مشاركته، يوم أمس الأول، باجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل، لم يخف نواياه، ودعا «الناتو» إلى تقديم «دعم جاد وملموس؛ بهدف وقف الهجمات» على إدلب.
الغريب كما تقول الصحيفة إن أنقرة تعد احتلالها لأجزاء من الأراضي السورية حقاً لها، وأنها أراض تركية، وأن الجيش السوري الذي يسعى إلى تحرير أراضيه من الاحتلال التركي والميليشيات الإرهابية، هو عدوان عليها، في محاولة لتكريس منطق القوة الذي يفرض الأمر الواقع، تماماً كما تفعل «إسرائيل».
واللافت أن هذا الموقف التركي لقي على الفور تأييداً من جانب واشنطن، كما أكد ذلك وزير خارجيتها مايك بومبيو، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري الذي زار أنقرة مرتين خلال الأسبوع الماضي، وأكد بعدها أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب تركيا حليفتها في «الأطلسي».
واختتمت الصحيفة بأن اللعبة التركية انكشفت، وعادت أنقرة إلى أصلها.. فماذا ستفعل موسكو؟