أكدت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن «مؤشر السلام العالمي» للعام الحالي، يكشف عن أن العالم يعاني عدم الأمان المتصاعد؛ بسبب الحروب والصراعات الداخلية؛ وتزايد معدلات العنف والجريمة والتطرف؛ وسوء استخدام القانون.
وقالت الصحيفة إن تقرير «مؤشر السلام» الذي شمل 163 دولة، كشف عن عالم يواجه مصيراً مظلماً، إذا ما تواصلت الحروب، وأعمال العنف المتفرقة؛ حيث إن 91 دولة من دول العالم متورطة الآن في نزاعات مختلفة، مقارنة ب58 دولة في عام 2008؛ أي أن النزاعات والحروب، باتت الآن أكثر تدويلاً، وتحمل مخاطر التوسع، بما يشكله ذلك من خطر على السلام العالمي.
ويقول التقرير، إن الحروب وأعمال العنف، كلفت العالم 17.5 تريليون دولار؛ أي ما يوازي 12.9 من الناتج الإجمالي العالمي. وبالنسبة للدول الأكثر تضرراً من الحروب، فإن أوكرانيا، على سبيل المثال، أنفقت 63 في المئة من ناتجها الإجمالي على الدفاع، كما أن العالم شهد ارتفاعاً هائلاً في معدل الوفيات؛ حيث قُتل 83 ألف شخص العام الماضي وحده في أوكرانيا، إضافة إلى مقتل زهاء 100 ألف شخص في إثيوبيا، عدا عن أعداد القتلى في أنحاء أخرى من العالم من جرّاء الصراعات والحروب.
هذا وجه واحد من الوجوه القاتمة للعالم، أما الوجه الآخر فيكشف عنه التقرير حول الدول الأكثر أماناً في العالم، والأقل أماناً، من جرّاء ضعف السلام الاجتماعي، الناجم عن الجرائم والعنف، وعدم إنفاذ القانون، وانتشار السلاح المتفلت، وتزايد التطرف الناجم عن العنصرية والكراهية.
وقد احتلت آيسلندا المرتبة الأولى الأكثر أمناً؛ وذلك منذ عام 2008، في حين حلت أفغانستان في المرتبة الأخيرة في انعدام الأمن؛ أي في المرتبة ال163. واللافت أن الولايات المتحدة التي كانت توصف ب«أرض الأحلام»، احتلت المرتبة 131، بعد دول موصوفة بانعدام الأمن؛ مثل هايتي وزيمبابوي وبورندي.
أن تحتل الولايات المتحدة مرتبة متأخرة في انعدام الأمن، فهذا ليس غريباً في بلد يملك أهله 393 مليون قطعة سلاح ناري، إلى جانب 35 في المئة إلى 42 في المئة من العائلات التي تمتلك سلاحاً واحداً على الأقل، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع جرائم القتل فيها إلى 6.5 لكل 100 ألف شخص، وهو معدل يفوق كثيراً معدلات الجرائم في دول أخرى. ووفقاً لإحصاءات رسمية، فإن ما يعادل 53 شخصاً يقتلون يومياً بسلاح ناري في الولايات المتحدة. ووفقاً لأرقام أرشيف ( Gun Violence Archive)، فإن عدد عمليات إطلاق النار، ارتفع بشكل كبير في السنوات الثلاث الأخيرة؛ إذ وقع 600 حادث إطلاق نار جماعي، بمتوسط مرتين في اليوم، وكان الحادث الأسوأ هو الذي وقع في لاس فيغاس عام 2017، وأدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً، وإصابة 500 آخرين.
واختتمت الصحيفة بالتأكيد على إننا نعيش في عالم مضطرب، تتقلص فيه مساحة الأمن والسلام، وتتلاشى قيم التسامح والإنسانية، فيما تتصاعد كل آفات الحروب والصراعات والتطرف والكراهية والتمييز والعنصرية، وسيادة منطق الهيمنة والغلبة والعسكرة.