أكدت صحيفة “الخليج” الإماراتية أن رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج سلم كل سلاح، ومنح العثمانيين حقوقا لا يستحقونها، وتنازل عن حق بلاده في الحياة والحرية، وقدم سيادة ليبيا على طبق من ذهب لمحتل لا يرى فيها إلا مكمن ثروة، وموقع توسع وإرهاب.
وكتبت الصحيفة -في افتتاحيتها اليوم الأحد تحت عنوان «أسد الصحراء» و«يهـوذا الليبـي»- عندما قال عمر المختار، شيخ المجاهدين و«أسد الصحراء» الذي قاتل الاستعمار الإيطالي الفاشي لأكثر من عشرين عاما، ثم وقع أسيرا وأعدم في 16 سبتمبر عام 1931، وهو يواجه جلاده: «إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من أي سلاح وسوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فستكون حياتي أطول من حياة شانقي»، لم يدر في خلده أن يوما سيأتي على بلاده، يكون فيه «يهوذا الإسخريوطي» حاملا اسم فايز السراج، يمكن أن يبيع وطنه بثلاثين قطعة من الفضة للعثماني الذي جثم على صدور الليبيين لـ360 عاما، وهو يحلم بالعودة إليها من جديد.
وأضافت أن السراج أعطى لنفسه حقا لا يملكه، ولا يستحقه، عندما وقع أمس الأول على اتفاقية عسكرية مع وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ورئيس أركان الجيش باشار غولار، تمنح أنقرة تواجدا دائما في ليبيا، من خلال إقامة قاعدة عسكرية تتيح لها التدخل السريع والمباشر لحماية السراج، وحكومة ما يسمى بـ«الوفاق»، ودعم الجماعات الإرهابية المسلحة التي تسيطر على طرابلس وغرب ليبيا، مشيرة إلى أن السراج يجر بلاده إلى الماضي ليسلمه إلى العثماني الذي رحل، ولحق به الإيطالي،
وكأن ليبيا لم تحصل على استقلالها، ولم تدفع الدم ذودا عن حريتها، ولم يسقط آلاف الشهداء في ميادين الشرف وهو في الحقيقة لا يمثل ليبيا ولا شعبها، ولا ينبغي له أن يدعي امتلاك الحق في التوقيع نيابة عن الشعب الليبي، لأنه لا يملك تفويضا من أحد بالتنازل عن حبة تراب، أو تسليم المحتل صك احتلال من جديد.