تحت عنوان “الجزائر .. والعبور إلى الشرعية” كتبت صحيفة الخليج الإماراتية فى افتتاحياتها حول نتائج الانتخابات الرئاسية فى الجزائر
“انتهت الانتخابات الرئاسية الجزائرية باختيار عبدالمجيد تبّون رئيساً بأكثرية 58.15 بالمئة من الأصوات، بعد تأجيل لمرتين في ظل حراك شعبي متواصل منذ فبراير الماضي، وفي ظل مقاطعة شعبية زادت على نصف من يحق لهم الانتخاب، لكن مع ذلك فإن هذه الانتخابات تعتبر الأولى في تاريخ الجزائر التي تجري بشفافية وحرية ملحوظة، وبين خمسة متنافسين ظلت حظوظهم متساوية حتى بدء فرز الأصوات، وأيضاً بإشراف سلطة وطنية مستقلة للانتخابات أثبتت نزاهتها، وفي ظل حضور أمني كثيف لحماية العملية الانتخابية ومن دون تدخل أي طرف أمني أو سياسي، تأكيداً للالتزام الذي تعهد به رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح.
وإذا كانت بعض قوى الحراك الشعبي تقف ضد هذه الانتخابات، وتطالب بتغيير النظام كمقدمة لإجراء الانتخابات، ونظمت تظاهرات متفرقة في بعض أنحاء الجزائر، إلا أنه يمكن القول بأن المسار الديمقراطي الجزائري انطلق فعلاً، وأن عملية التغيير بدأت، خصوصاً أن الرئيس الجديد الذي يدخل قصر المرداية تعهد بوضع دستور جديد للبلاد وعرضه على استفتاء شعبي، كما دعا إلى الحوار مع الحراك الشعبي باعتباره قاد عملية التغيير، وأطلق عملية قطع رؤوس الفساد، والتخلص من «العصابة» التي أمسكت طوال السنوات الماضية بمفاصل الدولة، والتسبب بأزمات اجتماعية واقتصادية خانقة.
الصحف الجزائرية بمجملها أثنت على الانتخابات الرئاسية، واعتبرتها بمثابة «استحقاق مصيري وحاسم». فصحيفة «المجاهد» مثلاً اعتبرت أن الجزائر «سطرت مصيرها من أجل تحقيق مستقبل واعد»، مشددة على ضرورة «تكريس الديمقراطية واحترام التعددية لمواجهة كل من يريد خلق فتنة». أما صحيفة «الشعب» فوصفت الانتخابات بأنها «لحظة تاريخية يقرر فيها الشعب الجزائري مصيره، ولا مجال لتفويتها لإخراج البلاد من الانسداد السياسي وتكريس الشرعية».
الرئيس الجديد عبدالمجيد تبون بات الآن يمثل الشرعية الدستورية، ويقطع بالتالي مع العهد السابق، والمهمة أمامه ليست هينة، فعليه أن يثبّت أولاً ركائز دولة الحق والقانون، ثم عليه أن يلبي تطلعات المواطنين التي رفعها الحراك الشعبي، مثل مواصلة الحرب على الفساد واسترداد المال العام المنهوب، والتشغيل، والصحة، والسكن، والصحة وغيرها.
المصدر : صحيفة الخليج