أكدت صحيفة الخليج الإماراتية، اليوم الأحد، أن ظاهرتي التعصب والكراهية أصبحتا تهديدا مباشرا للأمن والسلام في العالم، حيث تعتبر جريمة إحراق المصحف الشريف على يد متطرف في السويد دليلا حيا على تمادي هذا التيار في غيه وعدم التزامه بالحدود والأخلاق واحترام المقدسات، مشددة على أن هذه الواقعة المدانة لا علاقة لها بحرية التعبير، ولكنها تعبير عن رفض مقيت للغير، وعدوان سافر على مبادئ التعايش الإنساني الذي تدافع عنه الأديان وتقوم عليه الحضارات.
وذكرت الصحيفة – في افتتاحيتها تحت عنوان “مخاطر التطرف والعنصرية” – أن “المشكلة التي تواجه العالم اليوم أن الخطابات المغالية في التطرف باتت لها منصات ومنابر لتروج لها خطاباتها وممارساتها، بل وتجد في أحيان كثيرة الحماية، كما حدث في واقعة الإساءة للقرآن الكريم في السويد، لذا دعت الإمارات خلال فعاليات الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب، الذي انعقد مؤخرا في نيويورك، إلى معالجة الأسباب الجذرية للتعصب والتطرف، باعتبار ذلك السبيل الأقوم لتحقيق التسامح والأمن والسلام، وبما يحقق رفاه الشعوب واستقرارها وينأى بها عن كوابيس الحروب والصراعات”.
وأشارت إلى أن “الإمارات حذرت في كلمتها خلال مناقشة الأمم المتحدة، من أن تتنامى هذه السلوكيات إلى عمليات إرهابية ونزاعات مسلحة، لاسيما أن الكثير من الظواهر المزعزعة للاستقرار كان محركها التطرف وعدم قبول التعايش مع الآخر”، موضحة أن “هذا التحذير يأتي في وقت تعرف فيه كثير من المجتمعات، ولاسيما المتقدمة منها، أزمات اجتماعية واقتصادية حادة، ومن شأن هذه الأوضاع أن تفاقم توجه بعض الفئات نحو التطرف والتعصب، وما قد ينجر عن ذلك من ممارسات تكرس الكراهية والعنصرية، وتشرع للعنف في مرحلة أولى، ثم قد تتطور لاحقا إلى حروب”.
وأضافت الصحيفة أن “الوضع الدولي الحرج يحتاج إلى تضافر كل الطاقات والجهود لإنقاذ التعايش الإنساني من التردي في مهاوي التعصب والكراهية، كما يفرض عدم التسامح مع أي نزعات متطرفة تسعى إلى نبذ الآخر ووضع الحواجز والعوائق أمام دعوات التآخي والإيمان بالعيش المشترك، وهذه الأهداف ليست بعزيزة إذا توافرت الإرادة وتم اختصار المسافات بين الثقافات والأديان والحضارات”.
المصدر: أ ش أ