قالت صحيفة “الخليج” الإماراتية في افتتاحيتها الصادرة اليوم الثلاثاء إن الاحتلال الإسرائيلي يثبت مجددا أن خياراته في التعاطي مع الشعب الفلسطيني لا تزال تحتكم إلى خيار الغدر والقوة، ودلت العملية العسكرية التي قامت بها قوة خاصة، مساء الأحد داخل قطاع غزة المحاصر، على العنجهية التي تلازم عقلية قادة دولة الاحتلال.
وتحت عنوان “المغامرة الإسرائيلية في غزة”، أشارت الصحيفة إلى أن العملية الأخيرة فتحت الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الأهداف، التي دفعت بجيش الاحتلال لإرسال عدد من عناصر النخبة لتنفيذ مهمة، أرادوا لها شيئا، لكنها حققت شيئا آخر، حيث وقعت في نهاية المطاف في ورطة كبيرة، خاصة أنها تسببت بمقتل أحد ضباط القوة المهاجمة وجرح آخر، وهي بالمعايير الإسرائيلية تعد عملية فاشلة.
وأضافت “ما هو أبعد من الفشل تمثل في الطريقة التي تمت بها وتداعياتها على جيش الاحتلال وقادته، الذين صدمتهم النتائج التي آلت إليها هذه المغامرة، وهو ما فسرته العودة السريعة لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو من فرنسا للوقوف على تطورات الموقف، إضافة إلى السخط الذي ساد الأوساط الإعلامية، التي شرعت في مهاجمة الجيش والاستخبارات”.
وأكدت أن إسرائيل جنت الخيبة من وراء ما حدث، عكس ما خططت له، والمتمثل بخطف عدد من أفراد المقاومة الفلسطينية من دون خسائر.
وذكرت أن عملية التسلل التي نفذتها إسرائيل في غزة أضافت تراكما إضافيا لطابور طويل من المحاولات الإقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع في القطاع، الذي يعاني الكثير من المشاكل والأزمات، لكن هذه المحاولات لم تنجح في كبح جماح المغامرات الإسرائيلية، التي تواصل العبث بحقائق التاريخ والجغرافيا عبر سياستها الهادفة إلى تركيع الشعب الفلسطيني من خلال القوة، وهو ما لم يتحقق طوال عقود ظلت خلالها القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان أهلها وأبناء الشعوب العربية والإسلامية.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أثبتت للعالم، أنها لا تعير اهتماما لأي جهد يستهدف تحقيق السلام في المنطقة، والتحركات العسكرية والسياسية التي تقوم بها، دليل على أنها غير معنية سوى بتحقيق الأمن لمواطنيها، لكنها لا تدرك أن هذه السياسة لن تحقق لها كل ما تريد.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)