أكدت صحيفة “الخليج” الإماراتية، أن أفغانستان تتجه نحو كارثة إنسانية حقيقية، حيث يواجه نحو نصف الأفغان جوعًا شديدًا، فيما يتواصل الجفاف للسنة الثالثة على التوالي، كما يعاني نحو مليوني طفل سوء التغذية، فلم يؤد الانسحاب الأمريكي إلا لزيادة المعاناة واتساع المأساة مع تولي حركة طالبان زمام السلطة شهر أغسطس الماضي.
وقالت الصحيفة -تحت عنوان (مأساة أفغانستان)- إن ما يتم تقديمه من مساعدات لا يكفي لسد الحاجات الأساسية، وخصوصا أن أكثر من نصف السكان يعتمدون بشكل مباشر على المساعدات الإنسانية الخارجية، التي تقلصت مؤخرًا بشكل كبير، لأن المجتمع الدولي لم يعترف بعد بحركة طالبان، وينتظر منها خطوات إيجابية باتجاه حقوق الإنسان والشراكة مع المكونات الأفغانية الأخرى وحقوق المرأة وغيرها، إلا أن الواقع يؤكد أن الشعب الأفغاني هو الذي يدفع الثمن، وأن العقوبات تحولت إلى سيف يطال رقاب المواطنين دون غيرهم.
وذكرت الصحيفة، أن منظمة الأغذية والزراعة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي، حذرت في بيان مشترك من أن أكثر من نصف سكان أفغانستان، وهو رقم قياسي غير مسبوق يبلغ 22.8 مليون نسمة يواجهون انعدامًا غذائيًا حادًا اعتبارًا من شهر نوفمبر المقبل، ويقول المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي «الجوع في ارتفاع والأطفال يموتون، ولا يمكننا تغذية الناس بالوعود»، ودعا المجتمع الدولي إلى «توحيد جهوده للتصدي لهذه الأزمة التي بدأت تخرج بسرعة عن السيطرة»، في حين قال شو دونيو المدير العام لمنظمة الأغذية «نحن الآن في مرحلة العد التنازلي نحو الكارثة، وسنواجه مشكلة كبرى ما لم نتحرك فوراً».
وأكدت “الخليج” في ختام افتتاحيتها أن هذه ليست مجرد نداءات استغاثة من منظمات دولية، إنما هي أجراس إنذار للعالم كي يخرج عن لامبالاته، وألا يربط المساعدات الإنسانية بالسياسة، لأن هذا السلوك المدمر نرى نتائجه المأساوية في غير مكان في العالم.
المصدر : أ ش أ