قالت صحيفة الخليج الإماراتية، اليوم الأحد، إن الاحتفال باليوم العالمي للغذاء هذا العام يأتي وسط تحديات غير مسبوقة في ظل التهديدات المحدقة بالأمن الدولي من جرّاء الأزمة في أوكرانيا، وارتفاع التضخم بنسب مخيفة، وغلاء الأسعار، واضطراب أسواق الطاقة، فضلاً عن تأثيرات التغير المناخي، وما تشهده مناطق من اتساع نطاق الجفاف، وأخرى من فيضانات عارمة، مع ارتفاع ملحوظ في درجات حرارة الأرض.
وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان “الغذاء العالمي يتدهور” أن الاحتفال هذا العام لن يكون مناسبة لاستعرض الإنجازات الإيجابية في هذا المجال، بقدر ما سيكون فرصة للتحذير من تدهور شديد في الأمن الغذائي، وهو ما نبه إليه برنامج الأغذية العالمي، التابع لمنظمة الأمم المتحدة بتأكيده أن العالم يواجه خطر خوض عام آخر من وصول الجوع إلى مستويات قياسية.
ونوهت الصحيفة ، يبدو أن الأزمة لا تثبت على وصف محدد، ففي كل يوم هناك مؤشرات وتداعيات تطفو على السطح، تؤكد أن أزمة الغذاء العالمية تستفحل، وتزداد تعقيداً من دون أن تفرق بين دول متقدمة أو فقيرة، فها هي أوروبا التي كانت لعقود عنوان الرفاه والازدهار، تواجه تهديدات جمّة مع تعثر سلاسل إمداد الغذاء والوقود وارتفاع الأسعار.
ونبهت إلى أن أزمة الغذاء غير المسبوقة باتت تهدد الجميع من دون استثناء، وعلى العالم أن يفتح عينيه، ويتنبه إلى ضرورة إيجاد الحلول العاجلة والآجلة، قبل أن يخرج الوضع عن نطاق السيطرة، فالكل مسؤول وضحية في ذات الوقت، وفي هذه الحالة لا يوجد أفضل من التضامن العالمي، وعدم الاستسلام إلى اليأس.
وبحسب ما تقول الأمم المتحدة، فإن كميات الغذاء كافية لسد حاجة جميع الناس في العالم، لكن عدم وجود إدارة دولية رشيدة، يحول دون تحقيق النتائج المرجوة المتمثلة أساساً في تكثيف المساعدات للدول الفقيرة، ولا تقتصر المساعدات على إرسال حزم الغذاء والمواد الأساسية، وإنما بزيادة الاستثمار في مجالات الزراعة المعتمدة على التقنيات.
وأوضحت الصحيفة أن نقص الغذاء أحد أهم أسباب زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن وتفجر الصراعات، وحل هذه المشكلة لا يكون فاعلاً ودائماً إلا بمعالجة الأزمات العالمية المختلفة، ويفترض أن تكون الوقائع والنتائج والمؤشرات حافزاً للمجتمع الدولي ليضع سياسات واستراتيجيات تأخذ هذه التحديات في الاعتبار، وتسعى إلى بناء سلام عالمي على أسس متينة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)