قبل أن يلتقط العالم أنفاسه من جائحة كورونا ومتحوراتها ، انتشر فيروس جديد يسمى جدري القردة في أوروبا وأمريكا.
جدري القردة هو مرض فيروسي يُنقل إلى البشر من الحيوانات .. تم التعرف عليه للمرة الأولى 1958 في مستعمرات القردة.
ينتشر فيروس جدري القردة أساسًا في المناطق النائية وسط افريقيا وغربها .. وتم رصد أول إصابة بشرية به عام 1970 في الكونغو الديمقراطية.
كُشِف عن فيروس جدري القردة رسميًا لأوّل مرّة 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال في كوبنهاجن بالدنمارك بعد 5 سنوات من القضاء على الجدري.
سٌجلت أول حالة إصابة به خارج افريقيا في خريف عام 2003 بالمنطقة الغربية الوسطى في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا وكشف مسؤولو الصحة العالمية عن مخاوفهم من الزيادة الملحوظة بشأن ارتفاع عدد الإصابات بجدري القردة في أوروبا ومناطق أخرى.
وأضافت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنها تتوقع اكتشاف المزيد من الإصابات بجدري القردة بينما توسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.
وقال مسؤول في الصحة العامة بالولايات المتحدة للصحفيين إن المخاطر على عامة الناس منخفضة في الوقت الحالي .
وجدري القردة فيروس يمكن أن يسبب أعراضا تشمل ارتفاع درجة الحرارة وآلاما ويظهر بشكل طفح جلدي مميز ويرتبط هذا المرض بالجدري ولكنه عادة ما يكون أخف لاسيما سلالة غرب إفريقيا من الفيروس التي تم رصدها في إصابة بالولايات المتحدة، والتي يبلغ معدل الوفيات الناجمة عنها نحو واحد في المئة.
وبحسب المسؤول فإن معظم الناس يشفون تماما في غضون ما يتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع، ولا ينتقل الفيروس بسهولة مثل فيروس سارس-كوف-2 الذي حفز جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم.
ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لمرض جدري القردة ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن حالات التفشي التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة حتى الآن غير نمطية لأنها تحدث في دول لا ينتشر فيها الفيروس عادة، ويسعى العلماء إلى فهم أصل الإصابات الحالية وما إذا كان أي شيء يخص الفيروس قد تغير.
وتم اكتشاف معظم الحالات المسجلة حتى الآن في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال، كما تم أيضا تسجيل إصابات في كندا وأستراليا وتأكيد إصابة واحدة بجدري القرود في مدينة بوسطن حيث أعلن مسؤولو الصحة العامة عن احتمال ظهور المزيد من الإصابات في الولايات المتحدة.
وأبدى مسؤولو منظمة الصحة العالمية قلقهم من احتمال ظهور عدد أكبر من الإصابات مع تجمع الناس في مهرجانات وحفلات وعطلات خلال أشهر الصيف المقبلة في أوروبا ومناطق أخرى.