تشغل «مدينة نمل» افتراضية، يُشكك في أن «داعش» حفرها وسط صحراء الجزيرة الصخرية بين الحدود العراقية– السورية، وتسمى «البعاج»، أجهزة الاستخبارات العراقية والأميركية التي تحاول منذ شهور تحديد مكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. واستطاعت القوات العراقية خلال يومين من المعارك الصعبة تحرير 43 حياً من أحياء الموصل الـ56 في الجانب الشرقي من المدينة، وسط مقاومة شرسة يبديها «داعش».
وكانت شبكة «سي أن أن» الأميركية بثت أول من أمس تقريراً حصلت عليه من الاستخبارات، يفيد بأن أخبار البغدادي وتحركاته انقطعت منذ شهور. ونقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله: «كنا على علم ببعض تحركات البغدادي، وسنعود إلى البحث عنه في آخر المواقع التي كان فيها، كما سندرس المعلومات التي تم الحصول عليها في محاولة لتحديد الموقع الذي قد يكون اتجه إليه أو مختبئاً فيه».
وتفيد معلومات عراقية أخرى بأن البغدادي «رُصد مرات في منطقة البعاج، وهي صحراء صخرية تكثر فيها التجاويف وتمتد إلى جنوب غربي الموصل والحدود السورية من جهة، ومدن الأنبار من جهة ثانية.
ولدى المسؤول العراقي نظرية تحظى باهتمام في الأوساط الأمنية يطلِق عليها اسم «مدينة النمل»، إذ نجح «داعش» خلال السنوات الماضية، في حفر سلسلة أنفاق تمتد إلى مسافات طويلة داخل التجاويف الصخرية، بعضها يستوعب سير دراجات نارية ومركبات، ولا يستبعد أن تمر تحت الحدود العراقية- السورية.
ويستند هذا المسؤول إلى معلومات وفرتها عملية عسكرية نفذتها الاستخبارات في صحراء الرطبة، غرب الرمادي، بعدما اكتشفت هذا النوع من المدن تحت الأرض ولكن على نطاق ضيق، ما يعزز احتمال وجودها على نطاق واسع في صحراء الجزيرة.
وكانت العمليات العسكرية التي بدأت في الموصل منذ أكثر من شهرين، وتمكنت من تحرير عدد كبير من القرى والبلدات، ونحو 43 حياً من أحياء الجانب الأيسر (الجهة الشرقية) للموصل، كشفت أنفاقاً كبيرة، وقد طور داعش نوعاً من الحفارات يُستخدم بعضها في التنقيب عن النفط، استولى عليها خلال العامين الماضيين ويستخدمها في حفر الأنفاق في وقت قياسي.
إلى ذلك، تواجه القوات العراقية مقاومة شرسة من مسلحي «داعش»، وهجمات بالسيارات المفخخة، في جنوب الموصل، في اليوم الثاني لاستئناف الحملة لاستعادة المدينة، بعد توقف لبضعة أسابيع.
ونقلت وكالة «رويترز» عن ضابط في الشرطة الاتحادية التي انضمت إلى المعركة أمس، قوله إن «اشتباكات عنيفة تدور في ضاحية فلسطين، جنوب شرقي المدينة لكن القوات حققت تقدماً في منطقتين أخريين وأبطلت مفعول عدد من السيارات المفخخة». وقال ضابط آخر من الوحدات الخاصة إن «قواته تحقق تقدماً في حي الانتصار». وأفاد آخرون بأن الجيش «يطهر المناطق التي استعاد السيطرة عليها أمس، ويحاول قطع خطوط إمداد التنظيم إلى بلدة تلكيف».