كتبت صحيفة الحياة في مقال لها عن الوضع في العراق تقول : تثير قضية منح شركات أمنية أميركية حماية خط النقل الإستراتيجي بين بغداد ومنفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، بالتعاون مع مجلس محافظة الأنبار وعشائرها، جدلاً بين أطراف سياسية عراقية مختلفة. وتثير هذه القضية مخاوف الجهات القريبة من إيران التي تنظر بعين الشك لتكريس القوات الأميركية حضورها في قاعدتي عين الأسد والحبانية (راجع ص2).
وقالت مصادر مقربة من المحافظ صهيب الراوي لـ «الحياة» إن «الحكومة وقعت اتفاقاً مع شركة أميركية، لم تسمها، لحماية الطريق بين بغداد والأردن، وتعاقدت هذه الشركة بدورها مع مجموعة من الشركات الأخرى من جنسيات مختلفة، وستستعين بالعشائر». وأضافت أن «الشركة باشرت فعلاً تأمين الطريق، وهي تشرف على أمن السفارة الأميركية في بغداد ومطار بلد وعدد من مصافي البصرة، وتتعهد بموجب العقد حماية الطريق من منفذ طريبيل وصولاً إلى منطقة الخمسة كيلو، في المرحلة الأولى في غياب أي نقطة تفتيش للقوات العراقية، إضافة إلى تأمين مسافة تقدر بخمسة كيلومترات حول جانبي الطريق، على أن تتم مراقبته بكاميرات دقيقة، ويكون نظام الجباية عبر بطاقات إلكترونية تشرف عليها الشركة للحيلولة دون الفساد».
وأكدت أن «الطريق حالياً بات مؤمناً في شكل كامل، وما يعيق افتتاحه وجود جسور هدمت خلال العمليات العسكرية»، مشيرة إلى أن هذا المشروع «سيضاف إليه 244 مشروعاً آخر لإعمار الأنبار تم توقيع عقودها بدعم دولي».
وقال الشيخ عبدالمجيد الفهداوي، وهو من وجهاء الرمادي، إن عودة «الطريق الدولي ستحيي الأنبار»، مشيراً إلى أن «عشائر البو ريشة والبو فهد في مقدم العشائر التي ستتولى تأمين الطريق بالتعاون مع الشركات المتعاقدة».
وبالإضافة إلى الجانب الاقتصادي للطريق الدولي، فإن اعتبارات سياسية واستراتيجية تثير مخاوف مجموعات «الحشد الشعبي» القريبة من إيران، فوجود قوات أميركية في معسكر الحبانية قرب الفلوجة، فضلاً عن قاعدة عين الأسد وسط الأنبار، بالإضافة إلى مجموعة الشركات الأمنية المسؤولة حصراً عن حماية الطريق، من دون أي دور للقوات العراقية هدفه قطع إمدادات الحشد البرية وصولاً إلى الحدود السورية.
وعلى رغم حرص مجموعات «الحشد الشعبي» على المشاركة في كل المعارك ضد «داعش»، إلا أنها لم تتجاوز خلال معركة الأنبار مدينة الكرمة قرب الفلوجة، نظراً إلى الرفض الأميركي لتمددها في المحافظة. ويثير الاهتمام الأميركي بالأنبار، أسئلة حول تأجيل معركة القائم على الحدود العراقية – السورية إلى أقصى الشمال الغربي. وتفيد المعلومات بأن «داعش» يحتفظ بقوة عسكرية كبيرة في «ولاية الفرات» وهو الاسم الذي أطلقه التنظيم على مدينتي القائم العراقية والبوكمال السورية.
وقد تصبح معركة القائم أكثر المعارك تعقيداً، لأنها تتطلب من القوات العراقية والأميركية اجتياز الحدود إلى سورية، والتعاون مع أحد أطراف النزاع هناك لشن حملة متزامنة على «داعش».
المصدر: صحيفة الحياة