كتبت صحيفة الحياة عن الشأن الداخلي في العراق تقول ” تحولت المعارك الى حرب شوارع بعد توغل الجيش غرب الموصل، فيما أقدم «داعش» على حرق أحياء كاملة، في محاولة لعرقلة تقدم القوات المشتركة التي أعلنت أمس إحكام السيطرة على أحد المداخل، وبدأت العمل لترميم أحد الجسور على نهر دجلة لتسهيل العبور منه إلى غرب المدينة. ولوحظ فرار عدد كبير من المدنيين. وجدد التنظيم هجماته على المعابر الحدودية للعراق، خصوصاً معبر طريبيل الفاصل مع الأردن (راجع ص2).
وأحكم الجيش الطوق على مسلحي «داعش» غرب الموصل، وانتشرت قوات من الرد السريع والفرقة التاسعة، وقوات أميركية في الضواحي الجنوبية، فيما تنتشر قوات من الشرطة الاتحادية و «فرقة العباس» التابعة لـ «الحشد الشعبي» في الضواحي الغربية.
وقال ضابط كبير في الجيش في اتصال مع «الحياة» إن «القوات توغلت في أحياء وادي حجر والجوسق والطيران، وتخوض اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين المحاصرين».
وأضاف أن «داعش» أقدم على «نشر سيارات الأهالي في هذه المناطق وأحرق عشرات المنازل التي غادرها سكانها إلى وسط المدينة، في محاولة لمنع تقدم القوات، فيما تشن طائرات التحالف الدولي وطيران الجيش ضربات دقيقة على معاقله». وأوضح أن «الآلاف فروا من الأحياء التي تشهد اشتباكات، بعضهم نزح الى وسط المدينة بضغط من مسلحي التنظيم، وآخرون نزحوا باتجاه قواتنا التي وفّرت لهم معابر آمنة وتم اجلاؤهم الى المخيمات».
وقالت مصادر أمنية إن «الجيش سيطر على جزء من منطقة وادي حجر، عبر طريق بغداد وسط تقدم بطيء»، وأشارت إلى أن «داعش يستغل طائراته المسيرة في شن هجماته على القوات المتقدمة، ويستخدم الانتحاريين».
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن «قوات من مغاوير النخبة والفرقة الخامسة في الشرطة الاتحادية دمرت الحواجز والمصدات التي وضعها داعش في حي الطيران، وتمكنت من التوغل والتمركز فيه ونشرت قناصتها فوق المباني». وأضاف أن «دفاعات العدو الأمامية انهارت»، مشيراً الى أن «القوات تواصل تطهير حي الطيران من جيوب الإرهابيين التي تحاول عرقلة التقدم باتجاه المباني الحكومية في منطقة الدواسة».
وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان أنها «بالتنسيق مع استخبارات الفوج الأول استولت على مخزن كبير للعتاد، فيه عدد كبير من قذائف المدفعية، وصواريخ كبيرة الحجم وموجهة في الساحل الأيسر الذي تم تحريره الشهر الماضي».
وأكدت وزارة الهجرة أمس، استقبال «أكثر من ألفي نازح من الساحل الأيمن للموصل خلال 24 ساعة، تم إيواؤهم في مخيمي الجدعة الرابع ومدرج المطار التابعين لناحية القيارة»، وأضاف أن «عدد الذين استقبلتهم فرق الوزارة الميدانية خلال اليومين الماضيين من الساحل الأيمن بلغ 3888 نازحاً».
من جهة أخرى، جدد «داعش» هجماته على مراكز لحرس الحدود بين معبري طريبيل وعرعر الحدوديين إلى الأردن والسعودية، فيما دعا مجلس المحافظة الى زيادة التعاون الأمني مع الرياض ودمشق لضبط هذه المعابر في شكل جيد.
وقالت مصادر أمنية لـ «الحياة» إن «اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم (أمس) بين قوات حرس الحدود وداعش، غرب محافظة الأنبار، عند منفذي عرعر وطريبل» الذي تعرض أول من أمس لهجوم راح ضحيته 16 عسكرياً.
وقال عضو مجلس المحافظة فهد الراشد لـ «الحياة» إن «الوضع في المنافذ مسيطر عليه، وما يقوم به داعش من هجمات محاولة للفت الانتباه عما يتكبده من خسائر في الموصل». وأضاف أن «لا حاجة الى قوات إضافية»، مشيراً إلى أن «المحافظة تشكل ثلث مساحة العراق، وضبط حدودها في شكل جيد يحتاج الى تعاون أمني كبير مع سورية والأردن».
وأكد «استتباب الوضع الأمني في مناطق ومدن الأنبار المحررة»، وأعرب عن «خشيته من محاولات تسلل الإرهابيين من أقضية عانة وراوة والقائم التي ما زالت تحت سيطرتهم»، وزاد أن «موعد انطلاق عملية تحرير هذه الأقضية متعلق بالقائد العام للقوات المسلحة والتحالف الدولي»، وأكد «استكمال القوات كل الاستعدادات لإطلاق هذه العمليات».
المصدر: جريدة الحياة