عرضت موسكو نشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في حي الوعر لضمان اتفاق «تسوية» بين القوات النظامية ولجنة المفاوضات في آخر أحياء المعارضة في حمص، بعد فترة من اقتراح طهران ضمان الاتفاق، ما فُسر بأنه «خطف» للدور الإيراني.
وظهر انقسام بين فصائل المعارضة المسلحة على شروط المشاركة في اجتماع آستانة غداً وبعد غد. في الوقت ذاته، تبنت «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، المسؤولية عن تفجيرين وسط دمشق أسفرا عن مقتل عشرات العراقيين الشيعة و15 من «قوات الدفاع الوطني» التابعة لدمشق.
واقترح ضباط روس من قاعدة حميميم، وفق مسودة اتفاق حصلت «الحياة» على نصها، استمرار وقف النار في حي الوعر الذي يضم أكثر من 300 ألف مدني محاصرين ويتعرض لقصف من القوات النظامية، و «تسوية» أوضاع الموظفين والمدنيين و «الفارين» من الجيش النظامي والمتأخرين عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية وتنظيم عملية إجلاء عناصر المعارضة، بحيث يخرج بعد أسبوع من توقيع الاتفاق «1500 عنصر، بينهم من 400 إلى 500 مسلح، وتتحمّل القوات السورية والروسية المسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين وتنظيم ترحيلهم إلى جرابلس (التي تقع ضمن المنطقة الآمنة التركية) وإدلب وريف حمص الشمالي بموجب لجنة ثلاثية تضم اللجنة التفاوضية عن الوعر واللجنة الأمنية والجانب الروسي».
ونصت المسودة أيضاً على انتشار عناصر الشرطة العسكرية الروسية بعد خروج آخر دفعة بعد شهرين على الاتفاق في الجزيرة السابعة وبساتين الوعر، وهما منطقتان تقعان قرب منطقة المزرعة وبلدة مجاورة وتخضعان لسيطرة ميليشيات مقربة من إيران.
وكانت طهران توسطت سابقاً لعقد تسوية في حي الوعر، ونصت وثيقة سلمها ضابط من «الحرس الثوري» إلى المعارضة على «فتح مكتب للوسيط الإيراني في الحي لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق»، علما أن طهران ضمنت اتفاق التسوية في أحياء حمص القديمة في منتصف 2014.
وجاء في المسودة الروسية أن «أمن المدنيين في الوعر مسؤولية الاستخبارات العامة السورية والشرطة المدنية بالتنسيق مع الشرطة العسكرية الروسية»، إضافة إلى «تشكيل لجنة للحفاظ على ممتلكات القصر العدلي ووثائقه». وتعرض المربع الأمني في حمص التابع للقوات النظامية قبل أسابيع لأربع هجمات انتحارية أدت إلى مقتل عشرات من ضباط وعناصر الاستخبارات العسكرية والعامة في المدينة.
المصدر: وكالات انباء