رجح مصدر عراقي،لصحيفة الحياة اللندنية «إجراء تغييرات في القيادة العسكرية، بعد تعيين القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء حيدر العبادي) فريقاً للتحقيق في تسريب خطط تحرير القيارة»، قرب الموصل.
وأضاف أن هذا الفريق سيتعاون «مع اللجنة البرلمانية»، مؤكداً أن «التسريبات ستفرض تغييراً في قواعد الخطة».
ويعتبر تسريب الخطة، ثاني أسوأ تسريب تمنى به وزارة الدفاع، بعد سقوط محافظات في شمال وغرب البلاد في يد «داعش» في حزيران (يونيو) 2014.
وجاء في وثيقة رسمية وقعها اللواء محمد حميد كاظم أن العبادي «أمر بفتح تحقيق مع قادة عسكريين ومسؤولين في تسريب خطط معركة القيارة، جنوب الموصل، بوصفه القائد العام للقوات المسلحة»، و»أفشى التسريب بعضاً من الخطط العسكرية التي يستفيد منها العدو».
ولم تحدد الوثيقة أسماء المسؤولين ولا طبيعة المعلومات المسربة، بيد أن تقارير أشارت إلى أنها تتمحور حول توقيت العملية وطريقة سيرها وتحرك الجيش من بغداد إلى الموصل.
وتمثل السيطرة على ناحية القيارة منطلقاً لبدء عمليات اقتحام الموصل، وكان وزير الدفاع خالد العبيدي، أعلن بدء المرحلة الثانية لاستعادة محافظة نينوى من هذه الناحية التي اعتبرها أهم قاعدة إدارية وجوية واستراتيجية لتأمين القطعات التي ستندفع باتجاه الموصل.
وقال النائب عن البصرة عبد الرحمن اللويزي لـ «الحياة» إن «الإصلاحات التي يعتزم العبادي إجراءها يجب أن تشمل وزارة الدفاع بعد الانتكاسة المعلنة بتسريب خطط يفترض أن تكون محاطة بسرية كاملة».
واعتبر «كشف ظهر الجنود بعد تسريب الخطط إلى داعش تحولاً خطيراً وكبيراً، يستدعي إجراءات سريعة».
في الأثناء، ارتفع عدد النازحين في مخيم «ديبكا» في أربيل، خلال الأيام الثلاثة الماضية، من 3 آلاف إلى 14 ألف شخص، عقب وصول دفعات جديدة من الفارين من الموصل. وقالت مصادر في منظمات إغاثة إن النزوح ناتج من تسريع الاستعدادات لعملية تحرير المدينة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن العمليات العسكرية المقبلة ضد «داعش» قد تتسبب في تشريد أكثر من مليوني شخص، مشيرة إلى فرار حوالى 85 ألفاً من الفلوجة الشهر الماضي جراء الحملة العسكرية التي أسفرت عن استعادة الجزء الأكبر من المدينة.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراند، إن «الهجمات العسكرية المقبلة على داعش، بما في ذلك الحملة المرتقبة على الموصل يمكن أن تشرد ما لا يقل عن 2.3 مليون شخص».
وهناك الآن أكثر من «3.4 مليون نازح في مختلف أنحاء العراق أجبرهم الصراع على مغادرة منازلهم». وأضافت أن «السيناريو الأسوأ في الموصل نفسها وهي أكبر مدينة تحت سيطرة المتشددين حتى الآن – قد ينطوي على نزوح مليون شخص».
من جهة أخرى، أكد قادة عسكريون أن إعلان تحرير الفلوجة بالكامل سيكون قبل نهاية شهر رمضان، وقال الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول لـ»الحياة» إن «المعطيات الميدانية تشير إلى ذلك، بعد وصول مقاتلي جهاز مكافحة الإرهاب إلى السكة الحديد في حي الشرطة وســــــط المدينة، فيما تواصل قوات الشرطة الاتحادية التقدم باتجاه حي الجولان، وهو آخر معاقل داعش».
وطوقت القوات العراقية أمس آخر حي في الفلوجة ما زال خاضعا لسيطرة «داعش»، في حين تبذل المنظمات الإنسانية جهودا لتقديم مساعدات الى المدنيين اليائسين. وبعد شهر من انطلاق هجوم واسع النطاق ضد احد ابرز معاقل الإرهابيين ، باتت قوات النخبة قريبة من بسط سيطرتها الكاملة على المدينة.
وقال قائد العملياتعبد الوهاب الساعدي لفرانس: «بامكاني القول ان اكثر من 80 في المئة بات خاضعا لسيطرة قواتنا». وأضاف «بالنسبة إلى أعداد الإرهابيين لم يبق سوى عشرة في المئة منهم، او حتى خمسة في المئة. سنقتلهم جميعا ان شاء الله»، من دون اعطاء تقدير للعدد الباقي منهم في المدينة.
وفي حي الشرطة، اكتشفت قوات مكافحة الإرهاب ورشة متفجرات تكدست فيها عشرات الصواريخ المحلية الصنع ومواد لتصنيع القنابل. وانتشرت معدات، وكتل صفراء من العبوات البلاستيكية وضعت في وعاء للطلاء، واكياس مليئة صواعق واخرى محشوة بمسحوق في كل أنحاء الغرف.
وفي حين تهدمت منازل باكملها في جنوب الفلوجة خلال ذروة الهجوم في وقت سابق الشهر الجاري، يبدو ان مساحات كبيرة في شمال المدينة نجت من ذلك مع اضرار طفيفة نسبيا.