رصدت صحيفة الحياة اللندنية تسارع أمس السباق على تقاسم إرث تنظيم «داعش» مع اقتراب انهيار «الخلافة» التي أعلنها في سورية والعراق قبل نحو ثلاثة أعوام.
وقالت الصحيفة إن تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الكردي- العربي المدعوم من الأميركيين نجح في السيطرة على أجزاء من سد البعث على نهر الفرات، بعد أيام من سيطرته على سد الطبقة القريب منه، ما يعزز احتمالات أن تبدأ قريباً معركة طرد «داعش» من مدينة الرقة «عاصمته» السورية، وهي معركة ستأتي بعد اكتمال طرد التنظيم من آخر جيوبه في الموصل، «عاصمته» العراقية. وبالتزامن مع ذلك، واصلت القوات النظامية السورية وميليشيات شيعية حليفة «قضم» أراضي «داعش» في شمال سورية وجنوبها، إذ وصلت إلى مشارف مسكنة، آخر بلدة للتنظيم في ريف حلب الشرقي، فيما حققت مزيداً من التقدم ضده في البادية وباتت الآن تحل محله في حصار فصائل المعارضة في القلمون الشرقي. وأفيد أمس بمقتل عشرات من أفراد أسر عناصر من «داعش» من جنسيات سورية وأجنبية بقصف من طائرات التحالف على مدينة الميادين في دير الزور شرق البلاد، فيما قال التحالف إنه قتل 3 من كبار قادة «داعش» قرب الحدود السورية- العراقية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن بلاده «تعمل بشكل نشط لتسريع تشكيل فرق مراقبين عسكريين من بلدان عدة لإرسالهم إلى سورية»، مؤكداً أهمية «الحوار مع الحكومة السورية لتحديد البلدان التي ستشارك في العملية».
وشدد على أن الأولوية حالياً لتسريع تشكيل فرق المراقبة التي قال إنها ستضم وحدات من الشرطة العسكرية لضمان مراقبة فعالة على نظام وقف النار في مناطق تقليص التوتر في سورية، وللقيام بمهمات إقامة الحواجز وتنظيم العبور بين المناطق المختلفة. وقال إن وضع الترتيبات المهمة المتعلقة بجنسيات فرق المراقبة العسكرية، و «من أي بلدان، وما هو قوامها» يجب أن يتم من خلال الحوار مع الحكومة السورية «بصفتها الطرف المستقبِل» هذه القوات.
وجاء كلامه فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن خبراء من روسيا وإيران وتركيا سيقومون بـ «رسم حدود مناطق تخفيف التوتر في سورية»، مرجحاً إقامة حواجز على هذه الحدود لمنع تسلل مسلحين إليها. والدول الثلاث هي الضامنة لاتفاق آستانة الخاص بمناطق خفض التصعيد أو التهدئة.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن معارك عنيفة تدور بين القوات النظامية وميليشيات موالية وبين عناصر «داعش» في الريف الشرقي لحلب، مضيفاً أن الطرف الأول بات على مشارف بلدة مسكنة بعدما تقدم إليها من محاور عدة. ومسكنة آخر بلدات «داعش» في حلب، ويمثّل سقوطها وصول القوات النظامية إلى مشارف مناطق انتشار القوات الأميركية و «قوات سورية الديموقراطية» قرب الطبقة في محافظة الرقة المجاورة. وبالتزامن مع المعارك قرب مسكنة دارت معارك أخرى بين تحالف «سورية الديموقراطية» و «داعش» على محاور في «سد البعث» في الريف الغربي للرقة والواقع على بعد نحو كيلومتر واحد شرق سد الطبقة الاستراتيجي. وتحدث «المرصد» عن «انسحابات» يقوم بها عناصر «داعش» من سد البعث، فيما تحدثت مصادر أخرى عن سيطرة «سورية الديموقراطية» على أجزاء واسعة منه. ويعني سقوط السد اقتراب المهاجمين من مهمة عزل الرقة كلياً، في مؤشر جديد إلى قرب انطلاق مرحلة جديدة من عملية «غضب الفرات» لطرد «داعش» من عاصمته في سورية.
المصدر : الحياة اللندنية