نقلت الصحيفة عن 5 مصادر مطلعة على تطورات المواجهة بين الهند وباكستان الشهر الماضي، إنها كادت تخرج عن السيطرة وإن تدخل مسؤولين أميركيين، بينهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، منع نشوب صراع أكبر.
وذكر ديبلوماسيون غربيون ومصادر حكومية في نيودلهي وإسلام آباد وواشنطن أن الهند هددت بإطلاق 6 صواريخ على باكستان، فأعلنت الأخيرة أنها ستردّ بضربات صاروخية «ثلاثة أمثال» الضربة الهندية.
وتحول النزاع إلى مواجهة عسكرية، بعدما خاضت مقاتلات هندية وباكستانية معركة فوق إقليم كشمير المتنازع عليه، في 27 (فبراير) الماضي، بعد يوم على غارة شنّتها مقاتلات هندية على «معسكر لمتشددين» في باكستان، اثر مقتل عشرات من الشرطيين الهنود بتفجير انتحاري في كشمير، تبنّاه تنظيم «جيش محمد» الذي يتخذ باكستان مقراً.
وخلال الاشتباك الأول منذ حرب خاضها البلدان عام 1971، أسقطت إسلام آباد مقاتلة هندية وأسرت طياراً هندياً، بعدما قفز بمظلته في الجزء الخاضع لسيطرتها في كشمير.
وبعد ساعات، ظهرت على مواقع للتواصل الاجتماعي تسجيلات مصوّرة للطيار الهندي وعليه آثار دماء، وهو مكبّل اليدين معصوب العينين ويدلي بمعلومات لمحققين باكستانيين، ما أجّج غضب نيودلهي. وتعرّضت الحكومة الهندية لضغوط كي تردّ، خصوصاً أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي يستعد لانتخابات نيابية في (أبريل) و (مايو) المقبلين.
وقال مصدر حكومي هندي وديبلوماسي غربي إن مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال تحدث عبر خط هاتفي مؤمن مع رئيس أجهزة الاستخبارات الباكستانية عاصم منير، وأبلغه أن نيودلهي لن تتراجع عن حملتها الجديدة في مكافحة الإرهاب، حتى بعد أسر الطيار.
وذكر المصدر الحكومي أن دوفال قال لمنير إن الهند تخوض حرباً مع جماعات متشددة تعمل بحرية انطلاقاً من الأراضي الباكستانية، وإنها مستعدة لتكثيفها.
وأكد وزير باكستاني وديبلوماسي غربي في إسلام آباد أن نيودلهي هدّدت بإطلاق 6 صواريخ على أهداف داخل باكستان. واستدرك الوزير أن أجهزة الاستخبارات الهندية والباكستانية «كانت على تواصل خلال الاشتباك، وتتواصل الآن مع بعضها بعضاً».
وشدد الوزير الباكستاني على أن بلاده أوضحت لنيودلهي: «إذا أطلقتم صاروخاً، سنطلق ثلاثة. وأياً يكن ما ستفعله الهند، سنرد بثلاثة أمثاله».
لكن المسؤول الحكومي الهندي ذكر ان بلاده لم تكن على علم بأي تهديد صاروخي وُجِه الى باكستان.
وقال الديبلوماسي الغربي في نيودلهي والمسؤول الهندي إن بولتون تحدث هاتفياً مع دوفال ليل 27 فبراير وامتد حديثهما حتى الساعات الأولى من صباح 28 فبراير وهو اليوم الثاني من قمة جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ كيم في هانوي.
ثم اتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالجانبين، سعياً الى تسوية الأزمة.
وأعلن الأميرال فيل ديفيدسون، قائد البحرية الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، أنه كان على اتصال بقائد البحرية الهندية سونيل لانبا طيلة الأزمة.
وذكر الديبلوماسي الغربي في نيودلهي ومسؤولون في واشنطن أن المساعي الأميركية ركّزت على تأمين إفراج سريع عن الطيار الهندي، ونيل تأكيد من نيودلهي بأنها ستتراجع عن تهديدها بإطلاق صواريخها.
وقال مسؤول بارز في إدارة ترامب: «بذلنا جهداً كبيراً لإشراك المجتمع الدولي في تشجيع الجانبين على تهدئة الوضع، إذ أدركنا مدى خطورته».
وأشار الوزير الباكستاني الى ان الصين والإمارات العربية المتحدة تدخلتا أيضاً، لنزع فتيل الأزمة.
وفي 28 فبراير رجّح ترامب في هانوي أن تنتهي الأزمة قريباً. وبعد ساعات، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أمام البرلمان ان بلاده ستطلق الطيار الهندي، وحصل ذلك في اليوم التالي. وقال: «أعرف أنه كان هناك تهديد بهجوم صاروخي محتمل على باكستان، نُزع فتيله. وأعرف أن جيشنا وقف مستعداً للردّ على ذاك الهجوم».
المصدر: الحياة اللندنية