توفي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، عن عمر يناهز 80 سنة، بعد فترة وجيزة على مرضه.
ونعته المؤسسة التي تحمل اسمه أمس، مشيرة الى أن «زوجته ناني وأبناءهما أما وكوجو ونينا كانوا إلى جانبه في أيامه الأخيرة». وأفادت وكالة الأنباء السويسرية بأن أنان توفي في مستشفى في الكانتون الناطق بالألمانية في سويسرا.
وعمل أنان في السلك الديبلوماسي وساهمت شخصيته اللافتة في تعزيز الحضور الدولي للأمم المتحدة، خلال ولايتيه بين عامَي 1997 و2006.
وقاد المنظمة الدولية خلال غزو العراق، وهذه فترة اتسمت باضطراب كبير. لكن حصيلة أدائه شابتها اتهامات بفساد في فضيحة «النفط مقابل الغذاء».
وبرأت لجنة تحقيق أنان من أي مخالفة، لكنها وجدت تجاوزات أخلاقية وإدارية في ما يتعلّق بعلاقات ابنه كوجو بشركة سويسرية، نالت عقوداً مربحة في برنامج «النفط مقابل الغذاء». وأقرّ أنان لاحقاً بأن الفضيحة لم تؤثر في مركزه أميناً عاماً فحسب، بل بصفته أباً أيضاً.
وعلى رغم ذلك، كان أحد الأمناء العامين الأكثر شعبية عندما غادر الأمم المتحدة، وكثيراً ما أشير إليه بأنه «نجم ديبلوماسي» في الدوائر الدولية.
وعام 2001، عندما كان العالم يحاول تجاوز هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، مُنح أنان جائزة نوبل للسلام، مشاركة مع المنظمة الدولية، لـ «عملهما من أجل عالم أفضل تنظيماً وأكثر سلاماً».
وبعد انتهاء ولايته الثانية على رأس المنظمة الدولية، أدى أنان أدوار وساطة مهمة، في كينيا وسورية. وأنشأ مؤسسة خُصصت لحلّ النزاعات وانضم إلى رؤساء دول في مجموعة «الحكماء» التي تلفت دوماً إلى ملفات دولية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن حزن عميق لوفاة أنان، معتبراً أنه «قوة محرّكة للخير». وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «تويتر»: «لن ننسى أبداً نظرته الهادئة والحازمة، ولا روح القتال القوية لديه»، فيما ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان «معجباً بإخلاص (أنان) وحكمته وشجاعته».
وأشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بـ «قائد كبير وإصلاحي» في المنظمة الدولية، فيما تحدث نظيرها الإسباني بيدرو سانشيز عن «رجل مفعم بالإنسانية».
وكوفي أنان أول أمين عام للأمم المتحدة من جنوب الصحراء الافريقية، وغانا حيث وُلد. وأعلنت غانا الحداد أسبوعاً على وفاته، وقال رئيسها نانا أكوفو-ادو إن أنان «ساهم في شكل كبير في إعلاء اسم بلدنا، من خلال منصبه وتصرّفاته وسلوكه على الساحة الدولية».
وفي جنوب أفريقيا، تذكّر حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم «ابناً بارزاً من أفريقيا» عمل لـ «إعلاء شأن القضايا الأفريقية في جدول أعمال الأمم المتحدة».
وتحدث رئيس أساقفة جنوب أفريقيا ديزموند توتو، الحائز جائزة نوبل للسلام، عن «إنسان ملحوظ، مثل القارة والعالم، بلباقة ونزاهة وتميّز»، فيما أشادت منظمة العفو الدولية بـ «بطل العدالة والسلام والكرامة».
وأعرب مفوّض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد بن الحسين عن حزن شديد، قائلاً: «كوفي كان مثال الإنسانية والكرامة والنبل. وفي عالم مليء بقادة ليسوا من ذلك في شيء، تصبح خسارتنا وخسارة العالم أكثر إيلاماً».
المصدر: وكالات