في حين تقصف الطائرات الأمريكية أعداءه في شرق سوريا، اطلق الرئيس السوري بشار الاسد العنان لقواته في الغرب مما يثير قلق الاصدقاء القليلين لواشنطن على الارض ويهدد بتقويض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
ويقول الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان هدف واشنطن في سوريا هو هزيمة الدولة الاسلامية بدون مساعدة حكومة الأسد. والحلفاء العرب الذين انضموا للضربات التي تقودها الولايات المتحدة هم بعض من اشد معارضي الاسد.
ورغم ذلك وبعدما كبح الجيش السوري استخدام قوته الجوية في الايام الأولى من الضربات فقد كثف قصفه في غرب سوريا لبعض جماعات المعارضة التي تعتبرها واشنطن حلفاء لها.
وافاد المرصد السوري انه في يوم الخميس الماضي وحده اسقطت الطائرات الحربية السورية قنابل تشمل براميل صلب مليئة بالمتفجرات والشظايا في محافظات حماة وادلب وحمص وحلب وحول دمشق.
وقال المرصد “في أول يومين انخفضت الضربات الجوية السورية بنسبة 90 في المئة تقريبا لكن بعد ذلك حدث المزيد والمزيد أكثر من ذي قبل. انهم الآن يستهدفون ادلب كل يوم.”
وأعلن الجيش السوري الاسبوع الماضي انه استعاد بلدة عدرا العمالية التي توفر طريقا مهما للعاصمة من مدينة حمص.
ومنذ بدء حملة القصف لم تبد حكومة الاسد اعتراضات واكدت انها أبلغت بالقصف مقدما. وتعترف واشنطن بابلاغ سوريا وحليفتها الرئيسية ايران بشأن القصف لكنها تنفي التنسيق معهما.
وتقول مصادر لبنانية قريبة من دمشق ان حكومة الاسد تشعر ان الحملة الجوية الامريكية تخدم مصالحها. وليس لدى الحكومة السورية نية لارسال قواتها الى مناطق نائية حيث تقصف الطائرات الامريكية تنظيم الدولة الاسلامية وتركز بدلا من ذلك على المناطق القريبة من العاصمة.
وقال مصدر أمني لبناني على اتصال وثيق بالمسؤولين السوريين “لا شك ان النظام السوري سيستفيد من الحرب ضد الدولة الاسلامية وهي حرب يخوضها التحالف الدولي وليس فقط النظام السوري.”
واضاف “استبعد شخصيا ان يكون باستطاعة الجيش السوري دخول المناطق التي يقصفها الامريكيون. لكن مجرد اضعاف تلك القوات امر جيد لأنهم في نهاية الأمر لن يكونوا قادرين على شن هجمات.”
ويقول مسؤولون سوريون ان صعود الدولة الاسلامية دليل على صحة موقفهم بأنهم يقاتلون ضد “ارهابيين” منذ ثلاث سنوات وان الغرب يجب ان ينضم لهم في الحرب.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ان الوقت حان لحشد كل الجهود الدولية ضد “هذا الارهاب” لأن الخطر الوشيك يحيط بالجميع ولا توجد دولة محصنة ضده.
وقال حسن حسن وهو محلل في معهد ديلما في ابوظبي ان حكومة الاسد تحاول خلق انطباع بأن الضربات التي تقودها الولايات المتحدة منسقة معها في محاولة لاضعاف معنويات خصومها في انحاء البلاد.
واضاف “من الخطر اعطاء هذا الانطباع لأن مقاتلي المعارضة السورية والمعتدلين سيبدأون في الارتياب وسيكونون اكثر تشككا ازاء الضربات الجوية.”
ومنذ بدأت القوات الأمريكية والعربية الضربات في سوريا قبل اسبوع فقد ضربت في الأغلب اهدافا في الرقة وحولها وهي المعقل الرئيسي للدولة الاسلامية كما ضربت المنطقة الشرقية قرب الحدود مع العراق. وتجنبت القوات توجيه ضربات قرب العاصمة ومناطق اخرى في الغرب ذي الكثافة السكانية الأكبر وحيث تقاتل قوات الاسد جماعات اخرى من مقاتلي المعارضة السنيين في الاغلب.
لكن قادة الجيش السوري الحر يقولون ان الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لا تساعدهم وانما تساعد فقط حكومة الاسد.
وقال ابو عبيدة المسؤول في حركة حزم وهي جزء من قوات الجيش السوري الحر إن النظام استفاد. واضاف انه توجد حتى الان تحركات من النظام على اكثر من جبهة. واشار الى تقدم الجيش السوري في ريف حماة ومناطق أخرى.
وقال إن الجيش السوري الحر لا يمكنه مغادرة الجبهات التي يعمل عليها سواء مع النظام او مع الدولة الاسلامية وان الضربات الجوية السورية مستمرة. واضاف انه لا يوجد تنسيق مع الجيش السوري الحر ولا يمكنه التحرك.
المصدر: رويترز