قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة- اليوم برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي- تأجيل محاكمة 68 إرهابيا بارزا، من بينهم محمد محمد ربيع الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي إلى جلسة الاثنين المقبل، وذلك في قضية اتهامهم بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يرتبط بتنظيم القاعدة، يستهدف منشآت الدولة وقواتها المسلحة وجهاز الشرطة والمواطنين الأقباط، بأعمال إرهابية بغية نشر الفوضى وتعريض أمن المجتمع للخطر.
وجاء قرار التأجيل لاستكمال الاستماع إلى أقوال شهود الإثبات في القضية ومناقشتهم في شهادتهم.
واستكملت المحكمة الاستماع إلى شهود الإثبات، حيث تم الاستماع إلى النقيب ياسين أحمد الضابط بجهاز الأمن الوطني، والذي قرر بتوليه عملية ضبط أحد المتهمين وبحوزته مبالغ مالية وهواتف محمولة نفاذا لإذن النيابة العامة، مشيرا إلى أنه تولى أيضا إجراء التحريات في شأن ذلك المتهم قبل ضبطه، لافتا إلى أنه لا يتذكر تفاصيل وقائع الاتهام بصورة كاملة بحق المتهم نظرا لمرور وقت طويل على حدوثها.
وأثناء مناقشة المحكمة لأحد الشهود في شأن تفاصيل شهادته، قام أحد المحامين أعضاء هيئة الدفاع باتهام المحكمة بأنها تحاول إملاء الشاهد ما يقول، فأكد رئيس المحكمة المستشار محمد شيرين فهمي أن ذلك القول من المحامي يعد إهانة للمحكمة وقرر إحالته لمجلس التأديب.
ومن جانبه، أكد النقيب أحمد محمد عبدالناصر الضابط بقطاع الأمن الوطني أنه تولى ضبط عدد من المتهمين في القضية بمنطقة العبور نفاذا لإذن النيابة العامة الصادر بهذا الشأن، مشيرا إلى أنه تمكن من تحديد أماكن اختباء المتهمين من مصادره السرية.
وكانت التحقيقات في القضية قد باشرتها نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار تامر فرجاني المحامي العام الأول للنيابة، وفريق من محققي النيابة بإشراف المستشار خالد ضياء المحامي العام بالنيابة، وتم في ختام التحقيقات عرضها على النائب العام المستشار هشام بركات الذي أصدر قراره بإحالة القضية لمحكمة الجنايات مطلع شهر أبريل الماضي.
وتضمن قرار الاتهام الصادر في القضية استمرار حبس 50 متهما بصورة احتياطية على ذمة القضية، والأمر بضبط وإحضار 18 متهما هاربا وحبسهم احتياطيا على ذمة القضية.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة قاموا بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يهدف إلى تكفير سلطات الدولة ومواجهتها باستخدام السلاح لتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على ضباط وأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستهداف الأقباط ودور عبادتهم واستحلال أموالهم, وارتكاب أعمال إرهابية بهدف نشر الفوضى في البلاد وتعريض أمن المجتمع للخطر.
وأظهرت تحقيقات النيابة أن الإرهابي محمد الظواهري استغل التغييرات التي طرأت على المشهد السياسي بالبلاد، وعاود نشاطه في قيادة تنظيم الجهاد الإرهابي، وأعاد هيكلته وربطه بالتنظيمات الإرهابية داخل البلاد وخارجها، وذلك إبان فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
وتبين من التحقيقات أن الظواهري أنشأ جماعة متطرفة وقام بإمدادها بالأسلحة النارية ووضعها على أهبة الاستعداد لمواجهة الدولة حال تصاعد الاحتجاجات ضد الرئيس المعزول، بهدف التأثير في أمن البلاد ومقوماتها الاقتصادية، وأنه تمكن بمعاونة الإرهابيين نبيل محمد عبدالمجيد المغربي ومحمد السيد حجازي وداود خيرت أبوشنب وعبدالرحمن علي إسكندر من استقطاب بقية أعضاء التنظيم.
وأكدت التحقيقات أن المتهمين تولوا إعداد بقية أعضاء التنظيم الإرهابي فكريا وحركيا وتدريبهم عسكريا بأماكن اجتماعاتهم السرية بمنيا القمح، ومزرعة بناحية العدلية ببلبيس محافظة الشرقية، وبمقر مسجد تحت الإنشاء بالمطرية، وأحد المخازن بمدينة السادس من أكتوبر، ومحال إقامة بعض أعضاء التنظيم.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين قاموا بتقسيم التنظيم لخلايا عنقودية منفصلة هربا من الملاحقة الأمنية، حيث تخصصت كل خلية في تنفيذ ما أسند إليها من مهام، وهي دراسة أساليب رصد المنشآت والأفراد وطرق التخفي وكشف المراقبة، والتدريب العسكري على استخدام الأسلحة النارية وتصنيع المتفجرات وزرع القنابل, ودعم التنظيم بالأموال والسلاح والمواد الكيميائية.
وذكرت التحقيقات أن التنظيم الإرهابي دفع ببعض عناصره للاشتراك مع تنظيم القاعدة في عمليات عسكرية بدولة سوريا ضمن جماعة “الطائفة المنصورة.. دولة الإسلام في العراق والشام” ثم صدرت إليهم الأوامر من قيادة التنظيم بالعودة عقب 30 يونيو من العام الماضي لتنفيذ المخططات الإرهابي المشار إليها.
وتوصلت التحقيقات إلى أدلة قاطعة تمثلت في اعتراف 25 متهما بصورة تفصيلية بتحقيقات النيابة العامة بدورهم في ارتكاب جرائم إنشاء وإدارة جماعة إرهابية تأسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع سلطات ومؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق والحريات العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وتمويل الإرهاب.
كما تضمنت لائحة الاتهام بحق المتهمين شروعهم في قتل ضباط وأفراد الشرطة ومقاومة السلطات، وحيازة مفرقعات ومتفجرات وأسلحة نارية وذخائر وأسلحة بيضاء، وتم ضبط 50 متهما من أعضاء التنظيم الإرهابي تنفيذا لإذن النيابة العامة، وعثر بحوزتهم على كميات هائلة من البنادق الآلية والخرطوش والذخائر، ومدفع هاون 82 مم وقذائفه، ومنصات إطلاق والصواريخ الخاصة بها وقنابل وطلقات مدفعية ذات الدفاع الصاروخي ومواد كيماوية وأدوات تصنيع المتفجرات.
كما عثر بحوزة المتهمين على هواتف محمولة تم توصيلها بدوائر تفجير وأحزمة ناسفة وكواتم صوت للأسلحة النارية، وشرائح الاتصال بعضها خاص بشركات أجنبية، وأموال طائلة بالعملات المحلية والأجنبية علاوة على أوراق تنظيمية عن “خطة حرب” وطرق تنفيذ الاقتحامات والنسف والتخريب والاغتيالات وأنواع الأسلحة وعناصر تكوين الخلايا الإرهابية العنقودية، ومعلومات وصور عن بعض المنشآت الحيوية مثل السد العالي ومحطات الكهرباء والمركز القومي للتحكم في الطاقة والغاز الطبيعي، ومستودعات الوقود، ومحطة القمر الصناعي ومديريات الأمن والقوات المسلحة وميناء دمياط ودواوين المحافظات والكنائس، وأسماء بعض الضباط والشخصيات الهامة ومعلومات عنهم وأجهزة كمبيوتر محمولة تحتوي لقطات مصورة من عمليات إرهابية تم تنفيذها ومراحل تفجير خط الغاز وطرق التفخيخ والتفجير عن بعد وطرق حرب الشوارع ومجموعة من الفتاوى التكفيرية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )