طالبت جامعة الدول العربية بضرورة وجود تحرك اسلامى وعربى لوقف المد التهويدى فى مدينة القدس المحتلة.
وأفاد بيان صحفى أصدره قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة بالجامعة العربية اليوم الخميس بأن بلدية الاحتلال الإسرائيلى إلى جانب الاذرع التنفيذية الأخرى لسلطات الاحتلال فى مدينة القدس المحتلة، ومنها (مكتب وزارة السياحة، وسلطة تطوير القدس، ووزارة شئون القدس الإسرائيلية) أنجزت استعداداتها (الكبيرة) لإطلاق فعاليات ما يسمى بـ (مهرجان الأنوار) التهويدى السابع فى أماكن عدة من مدينة القدس المحتلة للفترة من 3 إلى11 يونيو الجاري، والذى يتضمن سلسلة عروض وافلام ثلاثية الأبعاد وأمسيات غنائية راقصة فى داخل ومحيط أسوار البلدة القديمة من المدينة المحتلة، إضافة إلى فعاليات تتضمن عروض ضوئية مختلفة تقام كلها فى البلدة القديمة حيث تتحول معالم المدينة التاريخية (خلال المهرجان التهويدي) وأسوارها وأبوابها العريقة إلى لوحات فنية تحوى رسومات وتصاميم وأشكال ضوئية تسهم بشكل كبير- وفق مصادر فلسطينية – فى تغليب اللون الفنى على البعد التاريخى الذى تمتاز به البلدة القديمة قرب المسجد الأقصى المبارك.
وحذر البيان من خطورة هذه الفاعليات والتى يسعى الاحتلال الاسرائيلى من خلالها إلى تسليط أنظار الرأى العام المحلى والعالمى إلى ما يزعم الاحتلال على (إنه تاريخ الشعب اليهودي)، وهو ما يندرج ضمن مشروع تهويد المدينة المحتلة وتاريخيها الأصيل، موضحا ان الاحتلال الاسرائيلى يسعى فى كل عام إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار من ذوى الديانة اليهودية وكذلك السياح الأجانب لتجنيدهم لصالح رؤيته التهويدية المزيفة.
واضاف البيان ان المهرجات التهويدى يقام بمحاذاة أسوار البلدة القديمة، حيث خصصت سلطات الاحتلال (4) مسارات مركزية يتنقل بينها المشاركون، وتضم محطات مختلفة تقام فيها عروض ضوئية، ومن أبرز هذه المحطات مبنىً عثمانياً يقع فى حى الشرف وكنيسة تاريخية تقع فى محيط مسجد النبى داوود التاريخي، وعروض ضوئية (راقصة) فى محيط ما يسمى بـ (كنيس الخراب)، إلى جانب قلعة القدس التاريخية، بالإضافة إلى باب العمود، أحد أهم مداخل البلدة القديمة.
وأشار البيان إلى ما قاله مدير مؤسسة الأقصى للوقف والتراث المهندس أمير الخطيب من أن الاحتلال الإسرائيلى لا يمل من ابتداع المشاريع التهويدية لضرب وتشويه الوجه العربى لمدينة القدس المحتلة من خلال الفعاليات والمسميات المختلفة التى تحمل ظاهراً فنياً أو ثقافياً، لكن تحمل فى باطنها مشروعاً خطيراً يهدف إلى تمرير رؤيته الباطلة عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.
كما طالبت جامعة الدول العربية المجتمع الدولى خاصة مجلس الأمن الدولى والأطراف الفاعلة على الساحة الدولية إلزام إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بمدنية القدس المحتلة ووقف كافة إجراءات التهويد والاستيطان والتهجير القسرى لأهلها كافة، والعمل على تحقيق الانسحاب الإسرائيلى من كافة الأراضى العربية المحتلة على خط الرابع من يونيو 1967 وتحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأدانت جامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة)، فى بيان لها اليوم الخميس بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لاحتلال مدينة القدس، بشدة انتهاكات إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) فى المدينة المحتلة، مؤكدةً على أن أى إجراءات فى القدس هى باطلة ولاغية ولا يعتد بها وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية خاصة ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولى رقم 252 الصادر فى 21 مايو 1968 بهذا الشأن والقرارات المتعاقبة للجمعية العامة للأمم المتحدة وبموجب القانون الدولى والاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات العلاقة.
وحذرت الجامعة العربية من خطورة المساس بمقدساتها المسيحية والإسلامية وهويتها العربية، مشددةً على أنها خط أحمر لا يجب تجاوزه.
وأشارت الجامعة العربية إلى أن الذكرى الثامنة والأربعين لإعلان إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) ضم مدينة القدس الشرقية فى الثامن من يونيو 1967 تأتى بعد ثلاثة أيام من احتلالها مع باقى الأراضى العربية، يوم الخامس من يونيو 1967، مؤكدة أن اعلان سلطات الاحتلال الاسرائيلى ضم القدس يشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى واتفاقيات جنيف عام 1949 وكافة العهود الدولية ذات العلاقة.
ولفت البيان إلى أن إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) تمارس منذ احتلال المدينة المقدسة حملة تطهير عرقى وتهجير قسرى للمقدسيين لإفراغها منهم وهم أهلها الضارب وجودهم فيها فى عمق التاريخ منذ بناها اليبوسيون العرب فى الألف الثالث قبل الميلاد، وتسابق الزمن لفرض وقائع على الأرض لتهويدها وتغيير معالمها الجغرافية وتشويه تراثها وطمس هويتها العربية وتهويد تاريخها وتزييفه بتغيير أسماء قراها وبلداتها وشوارعها وأزقتها من مسمياتها العربية إلى مسميات عبرية، كما تواصل هدم منازلها المقدسية بلا هوادة، وبناء المستوطنات فيها فى تزامن مع منع أهلها المقدسيين من البناء لإحلال مستوطنين جدد محلهم بما يحقق أغلبية لصالح الوجود الإسرائيلى على حساب الوجود الفلسطينى فى هذه المدنية المحتلة.
ونبه البيان إلى أن الهجمة الإسرائيلية تتصاعد تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية مع استهداف كامل للمسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته باقتحامات يومية للمتطرفين من ساسة ورجال دين ومستوطنين وبحماية قوات جيش وشرطة إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) ومحاولات السيطرة عليه وسحب الولاية الهاشمية عنه، إضافة إلى محاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً.
وحذر البيان من مواصلة سلطات الاحتلال سن قوانين وقرارات عنصرية تصب فى ضرب الاقتصاد الفلسطينى فى القدس المحتلة وافقار أهلها بفرض الضرائب الباهظة (الارنونا) عليهم وعرقلة أية تنمية اقتصادية توفر فرص عمل لهم، وشل التجارة فيها وعرقلة حركة الأفراد والبضائع منها وإليها بإقامة جدار الفصل العنصرى الذى يحيط بالمدينة المحتلة، يقابل ذلك اتاحة الفرص التجارية والاقتصادية للإسرائيليين، كما تقوم سلطات الاحتلال بالتحكم والسيطرة على السياحة فى المدينة المقدسة وتعمد إلى توجيه الأفواج السياحية إلى الأسواق التجارية الإسرائيلية، ومنع الأفواج السياحية من التوجه للأسواق الفلسطينية فى مدينة القدس المحتلة فى ممارسة عنصرية وتمييزية صارخة.
المصدر: أ ش أ